لصحيفة آفاق حرة
كورونا والتغير في السّلوك
بقلم. د. سلطان الخضور
من البديهي الافتراض أن جائحة كورونا بسلبيّاتها قد أحدثت تغيرًا إيجابيًا في السّلوك على المستوى الاجتماعي على الأقل.
إن من يتابع النتائج السّلبيّة التي افرزتها الجائحة من زيادة في حالات الفقر والعوز، يدرك أن تغيّرًا في السلوك يجب أن يحصل وإلا تضاعفت الآثار السلبيّة للمرض وسنعاني عمّا قريب من أمراض اجتماعيّة انشطاريّة تكون لها آثار مدمّرة.
ما نلاحظه من زيادة في نسب الطلاق وطرقه وأسبابه، يستدعي التّساؤل عن طرق العلاج، وأظن أن الأمر يسير ، لكنّا نحن الذين نجعله صعبًا، فأنت تعرف أن الشاب الذي يتقدّم لخطبة ابنتك أو أختك مثلًا يكون بطلوع الرّوح قد تدبّر أمره من الناحية الماديّة، فهو إما أن يكون عاطلًا عن العمل، أو خارجًا من تجارة خاسرة أو موظفًا براتب متواضع، وأن من حقّه الزّواج وتكوين أسرة، وأنت لو سئلت لقلت أن همك سعادة ابنتك أو أختك، فلماذا تضيف همًا على هم؟ ولماذا تطلب ما لا يطاق؟ فصالات الأفراح لم تعد من ضرورات الزواج، والسعادة ليست بالمال ولا بكثرة الذهب، والهاتف الذي بحوزة ابنتك ليس من الضّرورة إعطاؤه لأمها أو لأخيها أو لأختها وتحميل الزوج ثمن هاتف جديد وأنت تعلم أن تدبير ثمنه ليس بالأمر السّهل وقد يكون بالدّين أو بالتقسيط، وليس من الضرورة النظر لما يحمله الخطيب كلما زار خطيبته، وليس من الضرورة أن يكون هناك مرافقات للصّالون، فهو مسؤول عن خطيبته لا عن غيرها.
إن سعادة ابنتك من سعادة زوجها، فكيف يشعر الزوج بالسّعادة وتفكيره منصب على التخلّص من الديون، ثمّ إن صهرك هو ابن جديد يضاف إلى أسرتك وليس عدوًّا يجب الانتقام منه، فهو أوّل من يهب لمساعدتك عندما تحتاج لمساعدة.
أيها النّاس يسّروا ولا تعسّروا واجعلوا من أنسبائكم أقارب، ولا تبدأوا حياتهم بالمشاكل، “وإذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه” ولنضع حجرًا على الماضي وعلى مقولة” مثلها مثل غيرها” فالزّمن تغيّر.
وأنتِ يا ابنتي، لا تصغي إلى صديقاتك اللاتي يبالغن في طلباتهن، ولا حتى لأمّك التي تظن أنَّ أحيانًا أن سعادتك في طلباتك، فسعادتك تكمن في تكوين أسرة جديدة، هادئة، مطمئنّةً مع زوج يحترمك، ولا تثقلي بطلباتك، وكلما يسّرت كلّما وضعت لبنةً جديدة لتبني بها عشّك الجديد.