بموافقة رئيس الوزراء التي صدرت قبل أيام على مقترح وزير الثقافة بإلغاء النظام الاداري للمركز الثقافي الملكي ودمجه إدارياً بوزارة الثقافة ؛ نكون قد تراجعنا للخلف ألف خطوة ثقافية ودخلنا البيروقراطية بكلّ ثقلها وسوءاتها على خطّ النشاطات الثقافية وهيبتها..!
كان للمركز الثقافي الملكي هيبته الكاملة..كان مستقلاً إلى حدٍّ أكبر من الكبير وتابعاً ويتبع مديره لوزير الثقافة مباشرةً..وله نظامه الاداري الخاص الذي يعطي الصلاحيات الابداعية لمديره بالاستضافة و تقرير مصير كثير من النشاطات التي ترسخ في ذاكرة الأردنيين..!
الآن على (المسخّم) المبدع مفلح العدوان أن يتحوّل إلى موظف فقط..لا يحق له الابداع ولابتكار و الاقتراح والاستضافة ..ولا حتى (الدقّ على صدره)..لأنه واعتباراً من تنفيذ القرار سيكون عليه أن يقول : الأمر مش بإيدي..! سيقول لنا : قدّمْ مقترحك ويا رب يوافقولك..!
كنتُ استبشرتُ خيراً بقدوم مبدع بقامة مفلح العدوان إلى المركز..لأنه يفهم عليّ وأفهم عليه مثل بقية المنشغلين المبدعين بهذا الهمّ اليومي ..وكنتُ قد ذهبتُ إليه وقلت له : بدي كذا وكذا وكذا ..ابتسم وقال لي : حقّك وسنفعل كلّ ما تريد سويّة على بداية السنة..! الآن (ما رح يطلع بإيدك يا مفلح) فالأمر ليس تابعاً لك..الأمر يريد (كعب داير) كي يتحقق..! يا حظيّ وحظّك يا مفلح ..ويا حظّ كل الذين كانوا يرون المركز خلاصهم من أي عذابٍ روتيني يقتل الأفكار..!
مع أني أثق ببصمات وزير الثقافة د.باسم الطويسي إلاّ إنني أراه قد أخطأ خطأً جسيماً بمقترح إلغاء النظام الإداري للمركز الثقافي الملكي..وسيعلم توابعه –إن كان لا يعلم الآن- بعد حين قريب..والله إنه لتقليل من الهيبة والابداع..والله إنها بيروقراطية قاتلة..والله إن أية طبخة ثقافية في المركز سيكثر طبّاخوها وستشيط وتشيط حتى تخرج رائحتها الكريهة..!
أعيدوا للمركز الثقافي هيبته كي تبقى بعض الهيبة في الثقافة الأردنية التي تطاول عليها حتى (مرّاق الطريق)..!
الدستور