رواية “ناريا”الملحمية لكاتبها حسن علي انواري تدور في حقبة من التاريخ القديم علي تخوم أرض بابل في سرديةٍ مُمتعة حول الخير والشر المُصطرعُ في أعلي سلطة نظام اركان دولة “ناريا” وشعبها الذي ظل يستمدُ الحَكمَة والقوة من تعاليم الإله داموزي التي ارساها تراكمٌ مستمرٌ في تجارب الحكم وطريقة التعبُد وقُدرة شعوب ناريا علي استيعاء قيم الحرية والفضيلة.
استيلاءُ نيماخو وقتلهِ الحُكماءُ مشاعلُ التنوير جعلَ الظلام يُطبق علي الحياة وقادهُ جهله إلي حَملهم علي القتال غير المتكافيء لاختراق أسوار بابل المُحصنةُ المنيعةُ.
الرواية في تضَاعيفِها إشارةٌ إلي أن التاريخ السياسي والإجتماعي للشعوب يستمدُ من موئل الحكمة ينشدُ السلام الإجتماعي وأن إسالةُ الدماء بالبغي والعُدوانِ لا يؤدي إلي الثورة وإن ظللَ فعلُ الحربِ ظل الاله داموزي وروح ايليم الحكيم.
الثوراتُ عبر التاريخ تنشط ردا للمظالم والرواية في صراع السُلطة تكشفُ عمُق الحكمةُ المُستكنةُ في خَلد الناريين وهم يُجاوزون الحُكام الظالمين في المدي والحكام لا يُدركون ميكانزم التاريخِ في دورانه.
ناريا روايةٌ جديرةٌ بالاطلاع والقراءة لمن رغبَ الاستنارة بتاريخ بابل القديم وهي تصدرُ في لغةٍ رفيعةٍ عذبةٌ تترقرقُ لن تتركُ لقارئها المُجدُ فرصةَ الانشغالِ عن مطالعةِ فصولها قبل تمامها بيّد أنها قد تُكدي القاريء الناقدَ المُتخصص يُجري عمليات إحصاء ناقد لما تضمنته من إحالاتٍ وقراءاتٍ لما وراءالسطور.