جرى القبض عليهم وتوجيه الاتهام لهم منتصف يونيو الماضي، والتوصيف هو «ارتكاب جناية». عددهم عشرة أشخاص ولا يمثلون سوى جزء من مجموعة يمينية متشددة تدعى (حركة قوات العمل) هدفها مناهضة الإسلاميين والإسلام في فرنسا، بدعوى محاربة الخطر الإسلامي على البلاد.
هذا باختصار فحوى ما طالعتنا به وسائل الإعلام الفرنسية وما أعلنه مدعي عام باريس من وجود مجموعة كانت تحاول تجنيد أعضاء جدد وتوسيع شبكتها الإقليمية عبر هيكلة نفسها على المستوى الإقليمي.
كل ما سبق هو سياق أمني بامتياز، لكن القضية في حد ذاتها ثقافية أولاً وأخيراً، فما دفع هؤلاء لمحاولة ارتكاب فظائع إنسانية ثقافة تشدد وعدم تسامح تتسع رقعتها إلى حد مثير للفزع. فيكفي أن نتابع أخبار جماعة متشددة تفكر في مهاجمة أناس يرونهم متطرفين، ألا يؤكد هذا على أن البلدان التي لا هم لها سوى نشر الثقافة المغايرة توقن بأنها صمام الأمان للمجتمعات؟
إن استهانتنا بما تسفر عنه ثقافة الكراهية هو ما يجعلنا لا نرى مثل هذه الحوادث من جوانبها كافة، بل من زاوية واحدة