نحن بشر/ بقلم:أمجد ثابت الصوملي

نحن بشر نحمل قلوبًا، هي عبارة عن عضلة صغيرة، ولكنها تنبض بالحب.
نحن بشر، لسنا حجارة أو حديدًا، وقلوبنا لا تتحمل الانكسار..
أرواحنا هي الأخرى، تتوهج لتضيء للآخرين دروبهم، فلِمَ يحاول اطفاؤها أولئك الذين أعطيناهم مساحات شاسعة ليسكنوا فيها بمأمن من مخاطر الغدر والخيانة، انهم يتعمدون الظلام لأرواحنا، ويعبثون بسلامها الداخلي..
إنها حرب إبادة لمشاعر الطيبين بنيران كنا نظنها صديقة، لم يكن قبلها سابق إنذار، أو حصار كي نترك لهم أرواحنا كأوطان يستعمروها، ونهاجر حفاظًا على مشاعرنا، بل شنوا حربهم بلا رحمة ولا هوادة أو إنسانية.. ولم يتركوا حتى اغاثات الحب من المانحين أن تصل إلينا!!.

إن أقسى الألم عندما يأتي من صديق منحته ذات يوم روحك، ولربما نبض قلبك كي تحيا به روحه، ولربما تعمدت لأن تفشل أنت كي ينجح هو وتسعد بسعادته وتحتفل بتفوقه وهو لا يدري!.
أو لربما دفعته بكلتا يديك، وبكل حرص دفعته من حافة الحرج، وألقيت بنفسك على سكة المواقف حتى تخلصه، وتعرض أنت نفسك لعجلات الأيام تلوك عمرك بين طياتها، وانت وحدك فقط من يتحمل الألم، ويكابد الآهات، ويصارع المرض..

وأقسى من ذلك كله.. هو الخذلان!.
بل إن الخذلان مقبرة الأنقياء والطيبون، ويكون الخذلان عذابًا!!.
عندما نواجهه من أقرب الأقرباء، ويأتينا الغرباء يجبرون خواطرنا بكلمات تبعث الأمل فينا، هي كالدعاء لميتٍ سبق وأن دُفِنَ في مقابر الخيبات!!.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!