هل لي من منصف؟/بقلم:ماهر باكير دلاش

هل لي من منصف؟
كثير من الهواجس تلوح في افقي وانا دائما ما اتساءل:” هل سيأتي من ينصفني.. فيذكر بعض أفضالي عليه بأمانة واخلاص وصدق”..
إن معظم ما سوف أقوله لكم لا معنى له، لكنني سأقوله ليكتمل معنى ما تبقى مما قلت…!!
أتصدقون إن أخبرتكم بأنني متفائل جدا.. إن ديدن البشر هو تقدير الاخرين بعد فقدهم.. ويا ليتهم يعلمون هذا قبل ان يحضر الفراق…؟
أعلم أن قطار الشباب قد رحل منذ زمن وأنا أجوب الاصقاع وأجثو على عتبات الحياة باكيا، وعلى ضوضاء الرؤى مكتئبا. كل ليلة تمر هي ليلة إجهاض حيث يسود الأجواء صمت مهيب إن لم أقل خَرَس!
كل شيء أصبح على حافة الذاكرة للبعد الزمني.. كل شيء أصبح طلاسما معتادة لتعاويذ مفجعة.. أصبح الزمن قاتلا من خلف حجاب.. لا أطلب العون من أحد؛ فالكثير يخفق في صدقه..
“إلى متى ونحن نبحث عن ظلٍ وارفٍ وجدول من الماء يعزف بالمطر والندى؟!
وصلت خريف العمر، بعد ان خذلني شتائي.. كان شتاء كممثل قبيح فاشل مثل دورا باهتا على خشبة الوقت، وبعد أن أنهى وصلته وقف في طابور الفصول منتظرا دورا جديدا في عام جديد لا أثق بقدومه..
قطار العمر يهرول سريعا، لا يسمح بفرصة تدوين بعض ملاحظات العطش على حافة غيمة…
مر شتائي ولم يكن فصلاً حقيقياً.. بل كان مشهداً ملفقاً من بعض الغيوم.. لم أهرب من تحت الدلف ولم أقع تحت المزراب في منتصف الليل.. ولم.. ولم.. ولم.. ، لأنه ببساطة لم يكن شتاء حقيقيا…
هل لي من منصف؟ هل سيذكر أحدهم ولو بضعا من افضالي عليه..
أصبحت الحياة عبارة عن مجموعة لقطات متتالية …. كما هي فصول السنة
لقطة البداية، وكما هو فصل الربيع: سهرة جميلة في حديقة غناء، مع بعض المكسرات وفنجان قهوة من بن برازيلي، وزخم من فرح لا يدوم، وانشداد وانشداه لسعادة مؤقتة..

اللقطة الثانية، وكما هو فصل الصيف: حالة استعصاء على فهم مجريات ما يحدث.. ضنك واكتئاب وحالة نفسية مزرية..
اللقطة الثالثة، كما هو فصل الشتاء: أصوات مثيرة للريبة تنذر بهطول متوقع للمطر، أصوات تشبه الأهازيج البديعة، والماء بدأ يتسرب من كل مكان، ورأسي كرأس صنبور مفتوح ومغيب حد الثمالة… ثم أكتشف انني في حالة حلم، فلا وجود للماء ولا وجود للمطر.. وما كانت تلك الاهازيج سوى احلام يقظة..!!
لقطة النهاية، كما هو فصل الخريف:
فجأة تتحول الصورة المتحركة إلى صورة صامتة سوداء.. تبحث عن تحليل سريع وراء أسباب ظهور تلك الصورة القاتمة.. وتتساءل: لماذا لا بد أن تستمر الحياة؟ فيأتيك الرد من عقلك الباطن: لقد نسيت السبب!!
٠

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!