أيها الصغير الذي لا تُرى ؛ كلُّ هذا (يطلع) منك..؟! أيها المتنطنِطُ هنا وهناك وهنالك..أيها المتنقّلُ كيفما تشاء ولم يقدر عليك أحدٌ للآن..أيها الواثق من خطاك وأنت تفعل بنا الآن ما تفعل وتجلس ضاحكاً في كلّ جسدٍ تحتلّه : لقد كركبتَ العالمَ وأنت تضعُ ساقاً على ساقٍ وتسحب أنفاس أرجيلتك على أنفاسنا اللاهثة والمقطوعة..!
الزعماء الذين لا يخافون؛ يخافونك..أصحاب رؤوس الأموال الذين يتحكّمون في كلّ قطرةٍ من دمائنا ؛ أنت الآن تتحكم بهم..! من أجلك أغلقنا مطارات العالم..وصنعنا غرفاً للعزل..من أجلك عطّلنا الحياة في وزارات وشوارع..وألغينا احتفالات ومباريات واشتباكات ومباهج..وأنت الصغير جداً جداً والذي لا يُرى..!
لذا يا سيدي الفايروس..يا فاعل فعلتك الكبرى ..سيحاربك الصغير و الكبير..الأمير و الغفير..سيحاربك أصحاب الترسانات النووية ولن ينفعهم نوويهم..وسيحاربك أيضاً الذين لم يجدوا قوت يومهم والذين لا سلاح لهم إلا الدموع والدعاء و الوجع المتصاعد..! بل سنحاربك جميعاً وأقول لك من الآن: نحن مهزومون معك حتى لو انتصرنا عليك..فيكيفك للآن أنك غيّرت سيناريوهات الكون كلّها وأنت لا تُرى..يكفيك أنك دخلتَ في (الحسبة) حتى بين المرأة وزوجها وليس بين الدول فقط..!
سيدي الفايروس : لقد انتصرت علينا جميعاً..فنحن مرعوبون منك ..ولقد هزمتنا برعبنا..ومن الآن أنت سيدي حتى لو كنتَ فايروساً يقتل العالم أجمع..!
جريدة الدستور