بقلم:صالح العطفي
تتعالى الأصوات كي تقدم يد العون للمعلم الغلبان الذي لم يعد يجد كفاف يومه ، فقد صار فقيرا ، ومعوزا ، وكل النظريات تتوقع منه أن يقف متسولا أمام بوابات قواد الألوية ، والمحافظين ، والوزراء و وأمام بوابة الزعيم القائد الهمام وهم يمسكون صحون التسول وترتعش أيديهم ، ويسجودون ويركعون أمامهم ، ويصلون صلاة الشكر لتلك القادة العظام الذي بفضلهم وجد المعلم صحنا من الطعام .
إن الذي يفكر بهذه العقلية لهو معتوة مريض ، ويجب الذهاب به غياهب السجون والمصحات النفسية …
لكم أرعبني قول كثير من البشر …ومن أقوالهم تعطى لكل معلم سلة غذائية ، وآخر ينظر : عشرة ألف من كل موظف عسكري ، وآخر مائة ريال سعودي ، وذلك يطالب بمائتين من كل موظف يستلم بالعملة الخيليجية !
يا سادة لسنا عبيدا عندكم ، وأجراء ..نحن سادتكم وعظماؤكم ، وقادتكم ، ومنبر كل علم ، احتفظوا بهذه الأفكار لكم ، فهي لا محالة سوف توصلكم إلى مشانق الحياة .
لسنا وضعاء وزناة وجدتمونا في خرق على قارعة الطريق …
أيها العراة احتفظوا بعريكم و أفكاركم الساقطة ، فغدا نحن في ميدان الحرية ، فارسلوا عبيدكم كي يوجهوا طلقاتهم إلى نحورنا …ولكم العذر هذه المرة فقد وجدتم جسما شامخا تفتخرون أنكم قتلتم أناسا عظماء، !!
غدا أنا في الميدان لكي أحقق شرف الحياة …وحين تسألني طفلتي : أين تذهب يا أبي ؟
سأقول لها : ذاهب كي أستعيد كرامة الحياة التي دنست ….وإذا مت لا تبكي أبدا فقد رفضت أن أقف متسولا .
أتريدني أن أتسول كرامتي ؟
سترد علي : الكرامة لا تتسول ، ولا تعطى الكرامة من قبل العبيد ؟
تعالوا نعلم أطفالنا الكبرياء …
إن الغزاة الجدد من بني جلدتنا يريدوننا أن نتسول حقوقنا …