أعرفُ حياتي التي أحلم بها
محفوظة في مساء بارد
أو متاحة ليتطلع عليها أحد عابر
يتصفحها كما يلتقط
جريدة مقطوعة
ثم يتخلى عنها
صور عادية و خطوط لا تفتنُ .
لكن إلى أن أصل
تبدو الحكايات مضببةً
أقول “هذه حياة مناسبة ، لكنها خاملةٌ ”
ألتقطها
لتصير حياتي الآن
أو أدعها مجهولةً لتصير حياتي إلى الأبد!
♤
قصصكِ مع المرح
مثل قصصكِ مع اللهفة
أنت متقطعة و مكتئبة سواء استيقظت
بمزاج هادئ
أو استيقظت منزعجة تماماً .
هل هو الحب ؟
لا أعتقد .
صديقاتك كن نزقات دائماً
و هن يعشقن معك الرجل ذاته.
كل واحدة منهن كانت تنظر له من جهة
لا بد أنك كنت أول
من تتطلعُ نحو اللقمة التي يأكل منها !
♤
صار لي جسد لأفقده
المرايا و الجدران سيّان
حيث يقف أحد هنا و الآخر في الجهة الخلفية
لن يرى أي أحد منهما
غير نفسه
لكن قبالة المرايا
يبدو المرء شديد الوضوح
و قبالة الجدران أكثر إنتباهاً للفن !
♤
جننتُ في طفولتي
لأن بطل الفيلم قُتلَ صدفةً ،
طلقة طائشة كومته
على الرصيف .
قلتُ لم يجب أن يحدث هذا؟
من أجل من لا يبعد المصور كاميرته
عن الدم ؟
كان يمكن أن أضيف أشياء أشد حرجاً
من قبيل
لم كان هو الذي مات لا غيره؟
لكني كبرت على طريقة اللبلاب
فانتهى الفلم !
♤
مثل إندلاع النار
في بيت أحد لا تعرفه
قد يكون الحدث صادماً
لأيام أو أسابيع
ثم أنك تنتبه لدخان يتسلل
و نيران تصعد و تسيل مثل عرق الوجه.
رسالة رهيبة من أغرب البشر .
لكن الشفقة ألهمت الحبّ مؤخراً
فانطفأت النار فجاة
و بدا وجه الشخص مألوفاً !
♤
أكتب بيدٍ
تتراجع كقدم معطلةٍ
كلمات ينبغي أن أتخلص منها.
لقد آن الأوان
لأحبكِ
فيحدث الفارق في تاريخي
وإلا فان اللغة ستظل محض سؤال
حتميٍ عن الوقت !
♤
لدي مخزون من التسجيلات
عن كل ما قلته و حرّكته ،
عن اللعب و التفكير ،
عن بداياتي مع الصحبة
و عن خططي
لأصير بارعاً في محلٍ ما .
أفتح التسجيلات اليوم
لأدون سيرةً شيقةً
حيث الناس بحاجة لسماع الكلام البذيء
عن عائلتي
لكني أتردد
فالتسجيلات تبدو مزيفة
كأن حياتي بدأت
عندما ضغطتُ على المسجل
و توقفتْ عندما لمحتُ يداً تدفع الباب !
♤
آه أنك ستكونين امرأة سرية
عظيمة لو حافظت على نزاهتك قليلاً،
على سوء طالعكِ
و إنتباهك.
أما لو بالغتِ بالثرثرة عن الحب
فلن يدل ذلك
إلا على أنك موهوبة
و أنا رجل موحش كبلد ممطر.
الموهوبون
يقدرون نهايات الحب بدقة رهيبة.
أما اللاأدريون
فبحواف الزجاجة المنسية
يصقلون للكلمات !
♤
أنا الريح وأنا المهاجر
الذي يصرخ مجبراً ليستدل على أثرٍ ما .
صحتُ في الشمال
و في الجنوب
بمواجهة السحاب
و أعلى من الأرض التي تصحبني
لأطير .
صحتُ لأخزن صوتي
لأتبين
أنا رجل أو امرأة ؟
حسناً ، لم يعد ذلك حقيقياً
فقد دخلنا عتمة القرن المعلن
و تبادلنا نكاتنا الشخصية في الحمام!
عامر الطيب