لصحيفة آفاق حرة:
______________
القداس الأخير
عبير أحمد /مصر
تعلو صوت الأجراس، وأصوات الترانيم هناك على البعد الآخر.
أرى المشهد من وراء نافذتي الزجاجية، تضيء الشموع أركان المكان، وتحكي الترنيمة فى سكون الليل أوجاع البتول؛ فتتجمد الدمعة على الأهداب.
انقاد وراء عشق الترنيمة.
أنظر إلى السماء.
يتأرجح فى خاطرى سؤال معتق برائحة الوجودية أكون هنا أو أكون هناك المهم، كيف تراني؟ أغمضتُ عيني
أذوب مجدّدا فى عشق الترنيمة كأني سقطت فى فجوة اللاوعى تنقاد الروح إلى هناك تاركة جسدى مصلوبا وراء النافذة متحررة من عبودية العقل وهائمة فى رحاب الألوهية تحملنى الأجراس إلى هناك فى بهو القداس أردد وراءهم: الترنيمة، وأطوف معهم حاملة أوجاع البتول، ونقاء السريرة وجدوى الإعتقاد أرى من بعيد جسدي المصلوب خلف النافذة وراء العدم. وفجأة تغتالني رصاصة الغدر من الوراء أسقط وتسقط تلك الماهية جسدى المصلوب يناديني: عودي إلي عودي إلي يتباطأ تدريجيا صوت الترنيمة تتلاشى الرؤية، ثم تنعدم الشخوص يبحثون عن تلك الماهية، ليقيموا عليها مراسم الوداع، فلايجدوها.
لأنها غادرت كالبرق من الجسد المجرد من الخطايا،
صوت التكبيرات تختلط بصوت صغيري، فتقطع رحلتى العابرة من الموتة الصغرى أستردّ روحي العائدة بإشفاق أرتدى جسدى المتهالك من الخطايا والمثقوب من الآلام أنثر على وجهى الماء، فتختلط سيل الدموع بسيل الماء.
أنظر إلى السماء مجددا.
أكون هناك أو أكون هنا المهم كيف تراني فأنا فى كل الأديان ….. إنسان .
….
مصر. القاهرة