بعد فراقك أصبحت الحياة كئيبة جداً، كل شيء فيها ممل، كل الأمنيات تنتهي باليأس، الأحلام تبوء بالبؤس، مذ ثلاثين عاماً لم أرَ شيئاً جميلاً إلا وجهك، حين قابلتك في صالة استراحة المدرسة، هل تذكرينها؟!!
رأيتك وكأنك قمر أضاء قلبي بوضح النهار!..
ولكنهم سرعان ما حجبوا عني ذلك القمر!
لقد حجب القمر، ثم أفل القمر.. فأسدل ظلاماً سرمدياً على قلبي، أظلم قلبي بعد فراقك وأصبح لا يبصر من الحب شيئاً!..
ومنذ تلك اللحظة، لم أجد البسمة التي أوحت إلي بالأمل وأضاءت قلبي طيلة ثلاثة عقود، ومازلت أتذكرها، وأستنشق منها أكسجين الذكريات!
كإسطوانة الأكسجين في المشافي، حينما تمدُّ المريض كي يستمر نبضه.
لاشيء يُعيدُ إلي بهجة الطفولة، وذكريات البرآءة..
حتى تلك الشجرة-التي تتوسط أحد بساتين الوادي- التي كنا نلعب تحت ظلها في طفولتنا، نستنشق أريج زهرها الفواح، وهي تكتسي بالورد الأحمر في كل الأعياد، تبتهج معنا تشاركنا فرحتنا،تتفتح براعم الورد في أغصانها، حتى هي قاموا بقطعها.. وجعلوها حطبًا .. أسعروا بها جحيم المأساة، تكوي مشاعري.
ومنذ ذلك الحين وأنا هيكل بلا روح..
بل أنا رفات الحب الموؤد!!
أنا، رماد المشاعر المنثور على سفوح جبال الخذلان!..
أنا الدخان المتصاعد في سماء الفراق!!..
قصة خاطفة، من نسج الخيال فقط.