آفاق حرة
بعد أسبوعين من الزلزال أتيتِ
وفي يديكِ منديل فوقه زهراتُ ياسمين، قالت عيناكِ: كفاكَ حزناً، قرَّبتِ المنديلَ من أنفي، اختفت البيوتُ المدمَّرة في تلك اللحظة، بسمتُكِ صارت في الأرض والسماء، صارت فوقَ الأمكنة، صارت هي الأمكنة.
أنا لا أستطيع النومَ منذ أيام، كلُّ الضحايا يحضرون إلى وسادتي، كلُّ العمارات المنهارة تأتي! أرسلي لي في صندوق البريد يا حلوتي بعضَ الأحلام الجميلة، لعلني أغفو بعد هذا الأرق الطويل.
في الطريق زلزال آخر كما يقولون عندما يأتي ليتكِ تكونين بقربي، فأنتِ وحدكِ قادرةٌ أن تمسكي الأرضَ من أطرافها، قادرةٌ بذلك السلام العجيب الذي يملأ عينيكِ أن تجعلي الزلزالَ يخجل من نفسه.
لو اقتربَ الموت مني وكنتِ بجانبي لن أشعرَ بالخوف، سأرنو لعينيكِ، ثم تخرج روحي براحةٍ.. بطمأنينية كتنهداتِ طفل أو زفرةِ عطرٍ من زهرةٍ على كتف الربيع.
تحسب أوجاع الشيخوخة لكِ ألفَ حساب، فقبل أن تدخل إلى غرفتي تسأل هل هي هنا؟ فإذا كنتِ في الداخل ولَّتِ الأدبار.
*
٢٠٢٣/٢/٢٨