وَحيدٌ / بقلم :هيـــــــــا مرزوق العتيبي

نعم وَحيدْ ! لِمَاذَا ؟

لأَنَّهُ لا أحدَ يُمكِنُهُ أن يَشعرَ بِما أَشعُرُ بِهِ لا أَحدْ !

لا أحدَ يُمكِنُهُ أَنْ يَصفَ ذَلِكَ الألَمَ الذي يَحتَوِي حَوَاسِي !

و لا حتى أَنَا !!

أنْ تَفقِدَ عَزِيزٍ كَأنْ تَحيَا وَ أَنتَ بلا أحَـدِ أَجزَائِك ، تَحيَا تَتَنَفسُ وَ تُفَكِرُ وَ تَحلُمُ  و لَكِن بِلا رُوحٍ بِلا عُيونٍ وَ بِلا قَلب !

أَنْ تَشعُرَ أَنَّ الجُدرَانَ تَتَقَدَّمُ نَحوَكَ تَحَاوِلُ أَنْ تَخنُقَكَ وَ أَنتَ في أَكثَرِ الغُرَفِ اتِّسَاعَاً.

أَنْ تُدرِكَ أَنْ دُمُوعَكَ المُنهَمِرَةَ لا تَقِفُ ، وَ تُمَـرِّرُ مِندِيلاً على خَدِّكَ و لا يبتل!!

أنْ تَشـعرَ أَنَّـكَ بِلا هَوِيَةٍ وَ أنتَ بَينَ أهلِكَ!

شُعُورُ الفَقدِ أشبَهُ بِالصُّرَاخِ بِلا صَوتٍ ، شِيءٌ مَا يَجعَلُكَ تَشعُرُ وَ كَأنَّكَ خَاوٍ مِنْ كُلِّ شِيءٍ ، مُفَرَّغٌ مِنَ الدَّاخِلِ حتى أَنَّ وِسَادَتَكَ مُمتَلِئةٌ أكثَر مِنكَ فِهي على الأقَـلِ مَحشُوَّةٌ بِالرِّيشِ وَ أَنتَ بِالفَرَاغِ !

يُصبِحُ أمرَكَ أكثَرَ إِيلامٍ عِندَما تَرى مَفقُودَكَ يَمشِي مُبتَسِـمَـاً يَنشُرُ تَـبَـشِيرَ الفَرحِ فِي كُلِّ مَكانٍ ، وَ كَأَنَّهُ يَقولُ أنَا بِخيرٍ بِدُونِكَ ! وَ تُصبِحُ مُتَلَصِّصَاً مِنْ خَلفِ سِتَارِ الكَلِمَاتِ تُـسَائِـلُ الآخَرِينَ عَنْ أَخباره !!

عِندَهَا فَقطْ ، تَـتَمَنَّى لَو أَنَّ كَلِمَاتُكَ رَصَاصٌ تُطلِقُهُ على صَدرِكَ الذي يَحوِي ذَلكَ القَلبَ العَنِيدَ فَتُسكِتُ صَوتَهُ للابد .

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!