نعم وَحيدْ ! لِمَاذَا ؟
لأَنَّهُ لا أحدَ يُمكِنُهُ أن يَشعرَ بِما أَشعُرُ بِهِ لا أَحدْ !
لا أحدَ يُمكِنُهُ أَنْ يَصفَ ذَلِكَ الألَمَ الذي يَحتَوِي حَوَاسِي !
و لا حتى أَنَا !!
أنْ تَفقِدَ عَزِيزٍ كَأنْ تَحيَا وَ أَنتَ بلا أحَـدِ أَجزَائِك ، تَحيَا تَتَنَفسُ وَ تُفَكِرُ وَ تَحلُمُ و لَكِن بِلا رُوحٍ بِلا عُيونٍ وَ بِلا قَلب !
أَنْ تَشعُرَ أَنَّ الجُدرَانَ تَتَقَدَّمُ نَحوَكَ تَحَاوِلُ أَنْ تَخنُقَكَ وَ أَنتَ في أَكثَرِ الغُرَفِ اتِّسَاعَاً.
أَنْ تُدرِكَ أَنْ دُمُوعَكَ المُنهَمِرَةَ لا تَقِفُ ، وَ تُمَـرِّرُ مِندِيلاً على خَدِّكَ و لا يبتل!!
أنْ تَشـعرَ أَنَّـكَ بِلا هَوِيَةٍ وَ أنتَ بَينَ أهلِكَ!
شُعُورُ الفَقدِ أشبَهُ بِالصُّرَاخِ بِلا صَوتٍ ، شِيءٌ مَا يَجعَلُكَ تَشعُرُ وَ كَأنَّكَ خَاوٍ مِنْ كُلِّ شِيءٍ ، مُفَرَّغٌ مِنَ الدَّاخِلِ حتى أَنَّ وِسَادَتَكَ مُمتَلِئةٌ أكثَر مِنكَ فِهي على الأقَـلِ مَحشُوَّةٌ بِالرِّيشِ وَ أَنتَ بِالفَرَاغِ !
يُصبِحُ أمرَكَ أكثَرَ إِيلامٍ عِندَما تَرى مَفقُودَكَ يَمشِي مُبتَسِـمَـاً يَنشُرُ تَـبَـشِيرَ الفَرحِ فِي كُلِّ مَكانٍ ، وَ كَأَنَّهُ يَقولُ أنَا بِخيرٍ بِدُونِكَ ! وَ تُصبِحُ مُتَلَصِّصَاً مِنْ خَلفِ سِتَارِ الكَلِمَاتِ تُـسَائِـلُ الآخَرِينَ عَنْ أَخباره !!
عِندَهَا فَقطْ ، تَـتَمَنَّى لَو أَنَّ كَلِمَاتُكَ رَصَاصٌ تُطلِقُهُ على صَدرِكَ الذي يَحوِي ذَلكَ القَلبَ العَنِيدَ فَتُسكِتُ صَوتَهُ للابد .