أنا:
مرحبا يا صحتي، كيف حالك اليوم؟
أشعر أنني مقصرة في حقك أحيانا
صحتي (بابتسامة هادئة):
مرحبا. كنت في انتظار هذا السؤال منذ زمن،
ما أنا إلا مرآتك الصافية، إن اعتنيت بي، انعكست بهاء عليك.
أنا:
أخبريني إذن، ما الذي يرهقك و يضعفك؟
فأنا أراك أحيانا حزينة، متعبة، و كأنك تنزفين بصمت.
صحتي:
الهم إن طال، أرهقني،
و الغذاء إن فسد، أوجعني،
والنوم إن هجرني، كسرني،
والكسل، يا صديقتي، عدو مدمر يتسلل كالسم في العروق.
أنا:
وماذا عن الأمراض؟ تلك التي تسرق الفرحة من الأرواح؟
هل لها مفاتيح وقاية؟
صحتي:
نعم، الأمراض أنواع:
منها ما يسكن الجسد كداء السكري و ضغط الدم،
ومنها ما يفتك بالنفس كالاكتئاب و القلق،
ومنها ما يصيب القلب كالحسد والبغضاء.
أنا:
وكيف لي أن أحميك من هذا؟
دليني على طريق العافية، أرشديني بنورك.
صحتي:
املئي صدرك بالإيمان،
وطبقك بالتوازن،
ويومك بالحركة،
ولسانك بالشكر،
وقلبك بالرضا.
أنا (وقد ازددت شغفًا بحديثها):
وهل تكفي التغذية والنوم فقط؟
أم أن هناك مفاتيح أخرى للصحة والنجاة؟
صحتي (وقد أشرق وجهها):
الرياضة، يا رفيقتي، ليست رفاهية كما يظن البعض،
بل هي حياة تنبض في العروق،
هي التي تطرد عنك الكسل،
وتحرق تراكمات الكوليسترول،
وتجعل قلبك يرقص بدلًا من أن يتألم.
أنا (مندهشة):
ألهذه الدرجة تملك الرياضة كل هذا السحر؟
صحتي:
بل أكثر، إنها درع منيع ضد السمنة، وسلاح وقائي ضد السرطان بكل أنواعه،
تنشط الدورة الدموية،
وتعزز المناعة وكأنها جندي لا ينام.
أنا:
وما بالك تبتسمين الآن؟
أراك أجمل مما كنت عليه قبل قليل.
صحتي (بهمس دافئ):
لأنك ذكرتني بشيء عظيم:
إنها الابتسامة
دواء مجاني لا يباع،
حين تشرقين بها، تضيئين خلاياك،و تكسرين جليد التوتر والهموم،
فحتى العلم يقول: من يبتسم، يطيل عمر قلبه.
أنا:
وهل تعتبر الإيجابية شفاء أيضًا؟
صحتي:
بل هي الأصل
فكري الجميل، ينعكس على كل خلية في جسدك،
الإيجابية تخفض التوتر،
تقلل من هرمونات القلق،
وترفع مناعة الجسد كما يرفع الأمل الروح.
أنا (بصوت يملؤه الامتنان):
الآن عرفت أنني كنت أجهلك صحتي،
وأنك لست مجرد رقم في رصيد الإنسان،
بل حالة وعي و نمط حياة
و رفيقة درب.
صحتي (وقد زاد نورها):
كلما كنت لطيفة مع نفسك
كلما كنت لك وفية.
فامض بسلام، و ابتسمي وفكري بإيجابية
وسأكون لك صديقة لا تغادرك أبدًا.
أنا:
وماذا عن الطب الحديث؟
هل يغني عن نمط الحياة؟
صحتي:
هو عون و ليس بديل،
دواء و ليس حياة،
الصحة تبنى بالوقاية، لا تستعاد بالندم.
أنا (بخشوع):
شكرًا لك صحتي،
سأجعل منك أولوية، و ليس هامشا،
و سأحرص على أن أراك بهية صباحا مساء.
صحتي (بابتسامة نورانية):
حين تحبين نفسك، ستحبينني.
وحين تحمينني، ستعيشين بسلام.
فكوني لذاتك رفيقة، أكن لك صديقة لا تخون.