سيدتي .. بقلم : حميد يحيي السراب

سيّدتي
وكيف لي أنْ اقصّرَ
خطوات الحزن الموزّع في الدروب الضيّقةِ
والبساتين المبتلةِ بالضمورِ؟
وكيف لي انْ اوسّعَ الفرحَ الخجول
وكيف لي انْ اعلّمَ القصيدةَ المداهنةَ
والكذبةَ
وصمتَ الفصول
وكيفَ لي
انْ اشاكسَ الغياب؟
هل اضعُ عدستين على عينيّ الكليلتينِ
بثيابٍ زرقاءَ
او بملاءةٍ مغربيةِ الحواشي؟
ربما استعيرها من [ الطاهر بن جلّون] وهو يكتب وصيّته الاخيرة؟
وكيف لي انْ اختزلَ نهاية الاحتضار
وهذهِ الكلاب السائبةُ تتبوّل على جدران المساجد
وعلى الباعةِ النائمين في العربات
وفي بقعِ الشاي وفي [بالات] الثيابِ والنوايا السيئة؟
وكيفَ اعلّم القصيدةَ انْ تمدّ اللسان القصير الخانس في دهاليز الحنجرة؟
ضيّقٌ حلمي
بالبلاد التي تسجّرها الرصاصاتُ
ويخونها الوردُ
وتحتويها العيون الماكرة
ضيّقٌ حلمي جدّا
وجدّا ضيّقةٌ تنّورتكِ المشته
سيّدتي

عن جودي أتاسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!