“أربعون عامًا لا تكفي كي تصيرَ شاعرًا”
هكذا قالت امرأةٌ تعلمُ أنَّ الوحيَ لن يأتيَ بقصيدةٍ عنها.
مرَّت ببابي،
ومزَّقَتْ كُلَّ خيوطِ العنكبوت،
تركَتني
أسألُ المِرآةَ عن وجهي
. . .
الحشَّاشون في حارتي أخبروني عن أعرابيٍّ مَرَّ بهم
وأنبأهم عن شاعرٍ يَخرجُ عليهم
بقصيدةٍ بلا حشيشٍ ولا نساء!
فقتلوه على سبيلِ المَجَاز
وأحرقوا كُتُبي ليقرأوا الدُّخانَ
بعد أن وَضَعوا أقنعةً مُسيلةً للدُّموع
. . .
“أربعون لا تكفي للوصولِ إلى الحكمةِ
أو الجنون”
هكذا قال داعرٌ مُسِنٌّ
ثم انحنى ليُقبِّلَ أقدامَ الحاضراتِ
ويَطلِيَ أظافِرَهُنَّ بالقوافي،
ونصحَني أن أجِدَ مِهنةً أُخرى
تَلِيقُ بأربعينيٍّ
لم يَضَعْ نقطةً واحدةً في بياضِ العُمر.
