آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
ما زالت روحك ترافقني رغم البعد و تحدثني برهاف من عالم بهي خفي وما زالت روحي تتبعك بشوق العارفين
يا فلقة الروح …
في منتصف الشوق و حين يكون الغياب أغنية شجية صعب أن نخط القصائد مترعة بالفرح و كذا صعب أن نقطف أزهار الشغف في منتصف الحنين كان علي أن أستحضر سحر صوتك و كلماتك التي تتحدث عن الله وعن العشق و الشوق و الوطن و عن الفجر الشرقي فأنت والفجر توأمان قد سكب الله على وجيهكما نورا لطيفا من نوره و أغدق عليكما من رقة الرؤى و لطافة لا تخطؤها العين رغم قسماتك الحديدية التي ذات حين حدثتني عنك و عن السلاح و المعارك وعن الغابة المشتعلة بأزيز الرصاص
استحضر صوتك ..
مُنداحا بفراديس القصائد على شرفات السمر و في المطارات
فما زال طيفك العربي يرافقني في سفري و أسفاري
كيف أستطاع القدر أن يجعل المسافات بيننا كما بين الحلم والحقيقة
وي ..
ما زالت كلماتك أجراس ناعمة تتراقص في عيون الروح وتفرد الرؤى في الشرايين
(( حبيبتي أود أن أغدو أنا وأنت و فرسينا وسط همس صحرائنا نسامر القمر والنجوم و نفرد كتابنا السري تحت أشعة القمر و نقرأ ما تيسر عن العلوم المستورة و أسمعك قصائد ما أفلها القلب يوماً لغير عيناك )) و ابتسم لروحك الفذة التي ترى خلف ما يرى و أقول أنت طفل روحي المدلل و أن كبرتني زمنا فتبتسم وترد وما كنت ِ يوما إلا فلقةَ روحكِ وطفلها فبدونها كنت شهابا يخوض المعارك بقلب من حديد ولا يهاب ومنذ تجليت في أيامي رأيت في قلبي مدائن الله السعيدة العاشقة وأنا الذي كفرت بالعشق لغير الله
يا فلقة الروح ما الحب إلا آية من آياته البينات
فتبتسم قائلا أنت آية الله التي أحني لها عنقي نسك تبسمي وأفتح لها كل غرف قلبي و كأن نفسي من تتجول في عوالمي فأنا منكِ وأنت مني وسنظل خفق جناحين لقلب واحد
اسمع أيها البهي …
لقد رأيتك قبيل الفجر
هاشمي بهي حضرني من سوق عكاظ ببدلة حديثة يأخذ من قلبه معلقات ويعلقها على جدران الكعبة المكرمة و بينما الكواكب كانت تصفق لك قلت في زحمة الحضور لي لقد حضّرت لأجلك و شققت جدارا شفيفا سميكا بكفيك وخرجت منه بينما أغتسلت بالضياء و قلت وكأنك بريقاً فتح لي كتاب ألف ليلة وحب
يا طفلة الروح سأرحل معك بعيدا عن الساحات المكدسة بالأخبار المشبوبة بأخبارنا العربية الموجعة لعالم يغزل النور حكايات من فرح و مدائن ترقص العصافير فوق حدائقها رقصة سلام
كوني العيد لأكون لك الأفراح .
