أمي… النور الذي لا يخفت
فيضٌ من الحنان يتسربُ من بين أصابع الزمن،
ويتوزعُ في قلوبنا كأنهُ سِرٌّ خُطَّ في صفحاتِ الأيام.
هي لا تعرفُ حدودًا…
ولا تنحني لجدران التعب،
تتسلقُ ضياء الأرواح،
وتنمو في ظل قسوة الأيام،
كزهرة تنبتُ وسط الحرب،
تَبتسمُ رغم الجراح،
وتحضنُ الوجع كما لو كان طفلًا يتيمًا.
تحت وطأة الألم،
تنسج من صبرها واحاتٍ من حُب،
وتسقينا من أنهار السلام
ما يُطفئ حمم الآلام.
في صدرها يحملُ العالمُ أثقاله،
لكنها
لا تعرفُ التعب،
ولا يضيع أملها في الظلال،
تزرعُ في القلب بذور الأمان،
وتحوطنا بنسائم الحنان.
لا تعرفُ اليأس،
ولا تهاب الليالي المظلمة،
هي صوتُ الأبوة في صمت الأيام،
وصمت الأمومة في صوت الحنين.
هي الملجأ الأخير والوطن المستدام؛
ففي قلبها… وطن.
وفي عينيها… سلام.