الأندماج النووي للألم/بقلم: قاسم الإدريسي

في هذه اللحظات وفي تمام الساعة التاسعة وخمس دقائق مساءً، أجد نفسي كجسم يتأثر بتأثيرات ثقلية هائلة، تُشبه الجاذبية القاسية التي تجذب كل شيء نحو مركزها بلا رحمة.
كل خليط من مشاعري ينضغط ويتشتت كالجزيئات الصغيرة تحت تأثير قانون الجذب العظيم الذي يحكم حركتها.

أنا كإلكترون مهاجر في دائرة الحياة، أتألم تحت تأثير القوى المتضادة التي تجذبني وتبعدني في نفس اللحظة.
كالنيوترون المحاصر بين البروتونات والإلكترونات، أجد نفسي محاصرًا في قفص الحزن والوحدة، حيث التلامس القاسي بين تلك الجزيئات العاطفية يتسبب في تفجرات الألم واليأس.

عندما تتلاقى أشعة الضوء والظلام في وسط الروح، تحدث انكسارات مؤلمة تنعكس على سطح الوجدان بألوان جذابة وموهوبة، وكأنني بقعة نجمية بلا تصوّر تتشكل بين ألسنة النيران والدخان.
وكما الجسيمات الفوتونية التي تتحلل ببطء تحت تأثير الزمن، يبدأ قلبي بالتلاشي تحت وطأة ضغوط الحياة المدمرة.

فأنا كنواة مشحونة بالحزن والأسى، أعيش في بؤرة اليأس التي تعصف بي بشدة الإحساس، وأخضع لقوى الاحتكاك التي تزيد من تألمي وتجعلني أتألم بكل خلوة.
ومثل الاندماج النووي الهائل الذي يشعل جسمي بحرارة لا تطاق، تشتعل روحي بلهيب الألم والحنين وتنذرني بأجساد مثقلة بعبء الحياة.

في هذا العالم البلوري المعقد، أُحاول التوازن بين أطوار الحزن والأمل، كما الكواكب اليراعية تتأرجح حول محاورها بين الظلام والنور.
وبينما أسافر عبر الزمان والمكان، أجد نفسي محاصرًا بين خيوط الألم المتشابكة وبين ثنايا وجداني الممزق.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!