الكلب المسعور/ بقلم: عيشة صالح

في فمِ طفلِ تتقيّأُ السماءُ

قشورَ القمحِ، وحنطةَ الأحلام

تتهجّى الريحُ صمتَ الشوارعِ

وترتجفُ الأرصفةُ من نباحِ البطون.

الخبزُ؟

أراقب الوجوه،

فلا أرى سوى رمادِ السنابلِ

في حدقةِ الوطن.

يا أيها الوطنُ المغروسُ في خاصرتي،

من باعَ عظامكَ للغربان؟

من دسَّ الزيتَ في جراحكَ

وقال: هذا ولاء؟!

جوعي ليس جوعاً…

حفرةٌ تمضغُ الهواءَ ببطءٍ

تعلمُ أن الكواكبَ تُخبزُ

في أفرانِ اللصوص.

يا ربَّ الصحارى،

أرنا نقطةَ النورِ في ظِلِّ ميزانك…

فنحنُ نسلُ القمحِ،

لكنّ سنابلَنا تُغازل الموائد المذهَّبةِ

تراوغ بطون الجائعين.

افتح جرحَ العدالةِ، يا إلهَ الجهاتِ العطشى،

أرنا وهجَ القسطِ في ضبابِ الموازين…

كلنا نيام

فمن يقطف زهور الشمس

حين تشرق الكلمات؟

من يقتل الكلب المسعور في بطون الجياع؟

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!