الوصية الأخيرة/بقلم:سعيد العكيشي( اليمن )

إلى الماء المتخفي بالماء
متى كان للعطش مخالب؟
لازلنا نقرع أبواب السماء
بأنامل الدعاء
ونحسد طائرا يسبح
في غيمة بيضاء

إلي الظمأ الذي يشرب ماء الصبر
وينسي الإرتواء
كم يلزمنا من الانتظار لنرضع الحرية
من ضروع الهراوات؟

إلى الأحلام المقصوصة أجنحتها
المقعدة على حواف الوسائد
متى يرتدي الخريف معطف الربيع
ويخرج لمصافحة المطر؟
وتتخلى العصافير عن مواسم الهجرة

إلى الصبية التي خبأت قبلاتها
في جيوب الريح
وسقطت في دفاتر العيب
لا تضعِ عمرك يرتجف داخل
قفص الخطيئة

إلي المقابر الجماعية وهي تقيم
موائد حزن فاخرة للمطحونين
استضيفِي رأس الحرب
واتركِي فروعه
للموت يمارس وظيفته

إلي اللغة المصلوبة في ألسنة
الشعراء
ولم توقظ صباحاً
ولم تواسِ مساءً

إلي الظلال الهاربة من لوم الشمس
إلى أحضان الجدران
وتكتب وصية الحياة الأخيرة
على راحة يد شاعر
لا أحد يقرؤه،
ولا أحد ينقذه منها.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!