بائع اللّبن
الذي كان يزوركم في الصيف
تذكرين!
ولد أسمر
بأصابع طريّة مرتجفة
وصوت خفيف
كالحفيف
بيده سلّة قشّ
كنتِ أنتِ
تبتاعين نصف كيلو
كلّ ثلاثة أيّام
تذكرين!
أنا متأكّد من عينيّ هاتين
وبالأمارة
كان شعرُكِ من طوله
يردّ السلام عليّ
من بعيد
وأنا تحت الشرفة
تطلعين عليّ بتنورتكِ القصيرة
كالشمسيّة
غيرة عليّ من الحرّ
يومها ..
استحى منكِ
حنيني!
ما علينا ..
أنا بائع اللبن ذاك
آخر مرّة
بعتكِ نصف قلبي بالخطأ
ولم تدفعي
ها قد مرّتْ سنوات
وأنا أحبّكِ
أحبّك
على الدَّين
حتى متى ها ؟
أمّي تقول لكِ (ستر الله عليك)
لم تعد أشواقنا مجّانًا
أعيدي للولد
حبّه