تأتيك لاهثة نحو صدرك، كطفل يتضرّع عطِشًا.
تحتضن خوفك وتعيد تجميعَك من أشلاءٍ إلى جيش..
تروي ظمأ الروح، كجرعةٍ من الهواء دخلت رئتيك وأنت وشيكٌ على الغرق في همومك.
كلمة ننتظرها ولا ننتظرها، أحيانًا تمر باردة كالنفحة في شدّة احتدام الحرِّ، وأحيانًا تأتيك دافئة رطبة وأنت ترتعش متجمدًا من شدّة الاشتياق.
تخترقنا وتحوّل حالنا؛ من الصقيعِ إلى الانصهار…لكن متى نقول: “روحي طلبتها” كالرحمة على الأموات، ومن منّا لا يحتاجها حيًّا وميتًا!
“أحبك” كلمةٌ تصبح اعتياديةً لا طعم لها ولا لون، مجرد كلمة، محملّة على جنازاتٍ من السطور، مكفّنة داخل صناديق الاقتراع يزايُد عليها نصف سكّان الهاتف النقّال… لكننا ننتظرها بكامل اللهفة والولع، بكل شغفٍ ينازعُ على قارعة الوقت، بجميع حواسنا المعطّلة عند آخر مرة جاءت فيها ورحلت على عجل…وكأنّها في كل مرةٍ موقوتةً عند تحريرها آخر مرةٍ! … روح تطلبها من روح أودعت فيها سر الرحمة
