دعينا نُعيد اختراع هذا اليوم/ بقلم:زكريا الغندري

 

لن نحضره كعشاقٍ عاديين…
بل كمن قرروا أن يُعلنوا الحرب على الحرب،
والحب على الملل،
والجنون على منطق العالم البارد.

دعينا نخرج هذا المساء ،
أغني لكِ على تلةٍ من اللاواقعية،
وأنتِ ترقصين في الهواء،
تحملين شال الريح وضحكة المطر،
ونضحك،
نضحك حتى تخجل الأرض من ثقل أحزانها.

دعينا نصدر بيانًا،
نكتبه على أوراق الشجر،
ونعلقه على جدران المدينة:
أننا بهذا الحب،
هزمنا جبهات القبح، وتفاصيل العادات،
كسرنا قوانين العمر، وسخرنا من تقويمات الزمن،
وأعدنا تشكيل العالم بطريقتنا…
حيث لا وطنٌ إلا العناق،
ولا دولة إلا في نظراتنا.

أو دعينا نخترع مراسم جديدة للزواج،
نتبادل فيها ضحكات بدل الخواتم،
ونرمي الملل من الشرفة،
ونعلن في نشوة المقيل،
قبل هطول القصيدة،
أن الحب الذي خرج من عباءة القبيلة
أجمل من كل ما ورثوه من صمتٍ وخوف.

وإن لم نستطع العناق،
فلنكتب.
أكتب لكِ،
تردين بقُبلة على هيئة سطر،
نؤرشفها في ذاكرة الكون،
ثم نحتفل على قارعة الغياب،
كأننا في عيد،
نصفق، ونرقص، ونبكي لأننا انتصرنا!

في هذا اليوم المميز،
لا نؤجل الأحلام،
نُدشنها، نغرسها،
ونقول للعالم:
هنا بدأنا،
ومن هنا سيأتي زمنٌ آخر لا يشبه زيفكم.

تعالي بكل ما فيكِ من طمأنينة،
ولنُعد تمثيل المشهد بطريقة مختلفة،
بلقطات خالدة،
بكاميرا يقيننا،
نُعيد الاعتراف،
ولكن هذه المرة على الملأ،
كأننا نعلمهم كيف يكون الحب حين يخرج من تحت الركام،
ويصير أبدًا.

تعالي لنخلّد الذكرى…
في هذا اليوم،
اليوم المميز الذي اخترناه لنثبت
أننا خلقنا لنُحب، لا لنتوه.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!