أعْرِفُ
فِي المَنْزِلِ البَعِيدِ، فِي المَنْزِلِ المَهْجُورِ
أنَّكِ تَدْرُسِينَ فِكْرَةَ الغِيَابِ وَتُخَبِئِينَ أنْهَارَكِ فِي القَيْلُولةِ المُعْتِمَةِ / فِي نَبْضَةِ الجَسَدِ البَارِدَةِ / فِي البَرَاعِمِ الَّتِي تَجِفُّ عَلَى مَخَدَّةِ الوَسْوَسَةْ/ تَدْرُسِينَ رَسَائِلكِ الصَّباحِيَّةَ الَّتِي تَبْدُو كَالْتِزَامٍ وَاهِنٍ بِالحُبِّ/ كَشّجَرَةِ لَبْلابٍ عَلَى جِدَارِ الحَيَاةِ تَتَغَشَّى حَيْرَتَكِ السَّاطِعَةْ.
وأعْرِفُ
– قَبْلَ أنْ ألتَقِيكِ-
كَثِيرًا مِنَ النِّسَاءِ
بَلَّلنَنِي بِالرِّفْقَةِ مِثْلَ طَابَعِ بَرِيدٍ ثُمَ لَصَقْنَنِي عَلَى نَاقِلَةٍ الغِيَابْ
كَثِيرًا مِنَ النِّسَاءِ
– قَبْلَ أنْ ألتَقِيكِ-
تَخَلَصْنَ مِنِّي مِثْلَ اكْسِسْوَارٍ غَيْرَ لائِقٍ بِجَمَالِهِنَ
مِثْلَ قِشْرَةٍ قَاسِيَةِ عَلَى كَاحِلِهِنَّ
مِثْلَ مَنَادِيلَ وَرَقِيَّةٍ مَلْآي بِالكِتْمَانِ العَاطِفِيِّ.
.
.
– قَبْلَ أنْ ألتَقِيكِ-
أيَّتُهَا المَرْأةُ الَّتِي تَمْتَصُّهَا خُوَارَزْمِيَّةُ الغِيَابِ
تَمْتَصُّهَا بِكَامِلِ سَنَوَاتِهَا المَلَكِيَّةِ/ بِشَمْسِهَا المَسْجُونَةِ فِي البُكَاءِ/ بِالقُبَلِ المُطَرَّزَةِ بِشَهْرِ أبْرِيلَ/ بِالحَرَائِقِ العِطْرِيَّةِ لَمَسَاءِ يَعْتَنِي بِكِ فِي شَارِعِ البَيْتِ/ المَسَاءِ الزَّاهِي بِالتَّرَاتِيلِ النَّابِتَةِ عَلَى شَفَتَيْكِ/ الغَارِقِ فِي البَهَاءِ السَّائِلِ مِنْ رَحْمَةِ الحَنَانِ.
أعْرِفُ
أنَا النَّايُ الَّذِي تَذْبَحُهُ غَابَاتُكِ المُظْلِمَةْ
لَكِنَّنِي
سَأنْجُو مِنْ وَجَعِ العُذُوبَةِ
“لَنْ أمُوتَ مِنَ الغِيَابِ” كَمَا تَقُولُ ( نَاتَالْيَا تُولِيدُو).
.
.
أعْرِفُ ذَلِكَ.