آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
“يا أماني العمرِ في سفري
جادني غيثُ الشجى الهطِلُ”…
يالهذا السحر الذي ينساب
من بساتين الشعر الوارفة الجمال..
حين يطل علينا هذا الرائي الكبير ،
فتختال به ليالينا زهوا بعد أن أَضْناها الشوق، وطال بها النوى والأمنيات تلتحف برداء الصبر، وتشكو إلى الله
من وجع الحروب وظلم العباد،
ونحن نمني أنفسنا بصفو أيامنا،
بعد أن ضجت من عفن التفاهة
وتطاول الأَقْزَام على الشعر العربي وقممه الباذخة التي مَلأَتِ الدنيا بالشعر والجمال..
عاد هذا المساء محملا بعبق وحبق الشعر ويا سمينه مع قمة من ققم الشعر اليمني والعربي مع شاعر اليمن وأديبها الكبير عبدالودود سيف ..
كان البردوني يشير إليه في مقابلة
تلفزيونية قديمة ولم يذكر غيره
فزاد شغفي بمعرفته ..
فكتب لي الله معه من الود والشعر والجمال الكثير ونهلت من نثره وشعره ما يبدد وحشة هذه الأيام القاحلة ..
ليلة البارحة ومن مساء مضمخ بالجمال قرأت لكم هذه الفاتنة
فكان هذا التَّطْرِيب والإنْشَاد
بعد زمانٍ عز فيه الطرب
يقول عبدالودود سيف بن سيف
في قصيدته:
(تنغيم :مشروع بحث عن ايقاع)
“يا أماني العمرِ في سفري
جادني غيثُ الشجى الهطِلُ
مهج العشاقِ من شغفٍ
واذا سالتْ فلا تسلوا
جثتي هذي؛ سأشعُلها
فوق أنقاضي ، وأشتعلُ.
ايها الماشُون في تعبي
لا ثوىً يُجدي ولا رَحَلُ
سرو هذا الليلِ من ضجري
والغَضا الغاضِنُ والأسَلُ
ومطايا الطلحِ يحدِجُها
فوق اعناقَ الدُجى الرُسُلُ
وبمسرى الغيمِ لي رحَلُ
وبمهوى الريحِ لي نزَلُ
لكَأن الليلَ معمعةٌ
وطبولُ اليأسِ بي نُصُلُ
شهبي في الأفقِ ناكسةٌ
ونجومي بَلْسَمٌ عَطِلُ
لا هوىً في القلبِ انثرهُ
في مواجيدي ، ولاغزَلُ
في عيون مابها حُدُقٌ
تستوي الاقْذاء والكُحلُ
وسوى البوح انا سَكِرٌ
وسوى السُكْرِ انا ثَمِلُ
حُجُبٌ ناءتْ على حُجِبٍ
ودياجٍ مابها سبُلُ
من مجير القلبَ من لهفي؟
انني أهذي …وينفعلُ
كلما يُصغي أفضْتُ بهِ
فوقَ ما أقوى ، ويحتمل
…يرحق النحلُ شذى زَهَرٍ
ثم يُجْنى من فمي العَسَلُ”
هذا هو الرازحي عبد الودود
وهذه هي لغته وهذا هوالشعر أيها السادة الكرام
سرو هذا الليلِ من ضجري
والغَضا الغاضِنُ والأسَلُ”
يا لهذا السرو الذي يسافر في الفضاء ليعانق السحاب في طوله وجماله.
