شتاء آسن./ بقلم: حجازي سليمان ( السودان )

لا غربة في أمور الحياة التي تبدو عادية للغاية، ولكن أحيانا بعضها يبدو أكثر غرابة عندما ننظر إليه بعين الطبيعة ومقدورات الأشياء،
وفي خضم تناقضات الأشياء من حولي، كنت اجثم فوق كل الخطى وكثيراً ما اتعثر، ثم انهض كي اواصل المسير
ذات مرة دعتني حوجتي الماسة أن اغير طريقة تفكيري كي اعيش بأقل مستوى، وفعلاً بعد مشاورات كل الأعضاء صرت ضفدعاً كموظف أجوب المياه الآسنة، كل همي تحريك الماء الراكد في برك المياه، واصدر نقيقاً يناسب همس الليل.
كلما يبرد الجو وتنشط حنجرتي ويملأ الهواء رئتي، أشعل صوتي ليملأ كل الفراغ، في لحظات السكون يرتد إلي الصوت كصدى متهجدج مما يجعلني ابالغ في مد المدى بمزيد من الضجيج.
ولكن عندما أن اتذكر المرضى والعشاق تعود لي بعض من إنسانيتي، واخفف من الضغط على مقود سرعة الإزعاج، فتهدأ الساحة ويعم السكون من جديد، لا اكاد أن ابالغ ان قلت، في ذات التوقيت تماماً قبيل السحر من كل ليل، عندما كنت عاشقاً كنت اسجل صوت النجيمات وهي تهامس بعضها بحنين دافق، فاغفو علي هذه الحالة إلي الصباح، ذات نهار بهيج، وجدتني تحت زير بارد المياه. بعدها بقليل اسمع صوت أمي تحكي لجارتنا عني، وهي تبكي بحرقة، لقد وجدته عند طرف (الحفير)، وكيف تعرفتي عليه؟
من لون الحزن المطل في عينيه، لم يتبدل بعد أصبح على هذه الهيئة، وحتى تقاسيم الأوتار في صوته كانت موسيقى ترقص علي أثرها قلوب الحسان ليلاً.
كنت اسمع حديثها العذب وتدب الحياة أوصالي، فقررت أن اتخلى عن الوظيفة حالياً، فدفنت نفسي تحت الزير معلناً عن بيات شتوي جديد !!

 

About محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!