زُرت أكثر من بلد أو مدينة؛ فرنسا، ألمانيا، الدانمرك، فلندة ومصر.. أبهرتني مناطق كثيرة، بمقاهيها، مكتباتها، عمارتها وشوارعها والفتيات الجميلات !.. يبقى منظر واحد عالق في ذاكرتي لا يكاد أو لا يريد أن ينصرف عني؛ وهو مشهد يتكرر في كل مدينة أو قرية صغيرة هادئة!.. وهو مشهد بسيط جدا.. تقابلك في الطريق ..أو تلمحها من بعيد ..عائلة الإوز ..الذكر..الأنثى..والصغار.. يقطعون الطريق بصورة مُدهشة ..يتقدمهم الذكر..ثم الصغار سبعة ..ثمانية..أو تسعة أو عشرة..فالأنثى.. وما إن تشرع العائلة في قطع الطريق حتى تتوقف السيارات على اختلاف عددها، ومهما نتج عن ذلك من ازدحام، والتي كانت مسرعة يُفرض عليها أن تتمهل حتى تمر عائلة الإوز على مهلها.. تلك الصور تتكرر في أكثر من مكان، أو مدينة… والعجيب أن تلك الصور كانت كل مرة توقظ في ذهني صورة عمي حينما كنُت أرافقه وأنا صغير الى مدينة تيارت أو فرندة ، إذ كان يقود السيارة بسرعة فائقة ، وإني أتذكر الكثير من ضحاياه ؛ جرو صغير ..قط أسود…يربوع..حمامة.. أرنب برّي رمادي..أو قبرة لم يمنحها لها الوقت الكافي لكي تطير بعيدا…. لم يكن يفعل ذلك متعمدا، غير أنه كان يتحجج بالاستعجال في الوصول أو العودة…
آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية