آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
كان يحمل خبزا
تعوّد أن يغمسه مع زهرات قلبه
في زيت حلب
لتفوح رائحته في طرسوس
فيجتمعون في اللاذقية
ليتقاسموا لذّة الأوطان
كان يردّد مع فيروز الصباحات العتيقة
“الحلوة دي قامت تعجن في الفجرية …”
وهو يوقظ البسمة الهاربة من وجه أنثى
أيقظته ليؤدي صلاة الفجر قبل كل المصلين
ويُحضر خبزا يظل شاهدا على قيامة الفراق
لحظة انجلاء الجمع الأمان
كان يسير بخطى تصارع العجز
وتسابق دمعته المنهمرة
على خدّ يشتاق قبلات الأحبة والرفاق
وهو يمسك ملء ذراعيه طعم العشرة
المعطّر بجمع الأعزاء والخلان
كان وكان وكان…
ولكنه لم يكن ينتظر أن يبقى وحيدا
جائعا لن يشبع بعد انفلات العروة الوثقى
ضائعا لن يهتدي إلى سبيل العودة
بعد ضياع أماكن هُزّت فيها كل الأركان
حائرا يتساءل عن إرادة حكام
حاصروا ليغرقوا الشعوب في الأحزان
