كلبٌ خلف القطة/ بقلم:مريم امين

يعرف الرملَ
لأنه وُلد فيه
ويفهم الانخفاض
لأنه اعتاد أن يربض على الأرض لا فوقها.

لا يسرق الصباح من الليل
*بل يعضّ آخر نجمةٍ في السماء*
ويترك في الضوء أثر أنيابه.

يحبّ الاحتراق
لكن لا يقفز منه
بل يدفنه تحت جلده
كأنه يحضّر للشتاء معركةً لا تُرى.

منذ العواء الأول
لم تتقاطع السيوف عليه
بل تكالبت عليه الأحجار
فأدار ظهره ومضى

يخدشه الزمن
لكن *لا يشتكي*
يمزّق ثوبه إن ضاق
ويترك الطقس يعيد خياطته.

هو لا يشم الحلم
بل يركض خلفه حتى يُنهكه
ثم يتركه ينبح من التعب.

في رئتيه
نباحٌ نائم

وفي أقدامه
ألف هزيمة مؤجلة

لا يسرق إشراقة الكهول
ولا سر النساء

هو ليس جميلًا
لكنه صادق.
ليس رشيقًا
لكنه يصل.

يركض من التعب
ينام ليُخطئ في الحلم
ثم يصحو ليُصحّح الطريق

لا الشوارع له
ولا البيوت
هو ضيفٌ على الجميع
لكن أحدًا لا يجرؤ على طرده

يأكل الأكاذيب كأنها عظامٌ
ويترك الصدق يتعفّن
إن لم يهزّ له الذيل.

هو دائمًا
دائمًا
في وسط السواد
كأن الضوء لا يثق به.

لا يثير الغبار
هو التراب نفسه حين يغضب
ولا يعرف الهدوء
لكنّه لا ينهار

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!