كل هذه النوافد
خُلقت لأجل ضجرك في المساء،
الفناجين المرصعّة بالورد
تكملةٌ لولِه خصركِ بالاستدارة
وهذه الألوان قصدك الله بها
زرقة السماء لنعاسك
الأحمر لفساتينك القصيرة
الأخضر لأجل ابنتك وهي تلوّن بيديها العفويتين
أثواب الغابة ،
الأزرار الخلفيّة أبواب لفتنة ظهرك
ترى لأجل من نزّل الله الذهب والفضّة
لولا عنقكِ لما بيعت القلائد
ولولا معصميك لما شيّدتِ الأساور
ولولا نهايةُ ساقيكِ
بكاملِ تلك الزينة وهدوء الكعبين
لما سمع أحدٌ بوسواسِ الخلاخل
ترى لمن المطر
هذه الغيوم والبحر
الحقول الممتدة بلا نهاية
الطاولات الخشبية الساحرة
هذا الأفق البعيد
وهذه الأغاني
بكامل حزنها وطربها
المايسترو الذي يتحرّك كالمذبوح في الجوقة
الكمان
والعود
والبيانو
والكلمات
والجمهور
والمسرح
كل هذا لأجل ان تصفقي
ان تقفي وتلوّحي بيديك
ولكي لا تمرّ الدنيا بسرعةٍ على معجزات
سهوكِ
وضحكتك
ورفعِ شعرك
ولمعان ركبتيكِ
لأجل ان تبقى عيناك في البال
ومشيتكِ
اخترعوا الكاميرا،
ولأن كل شيء خُلق لأجلك
بقي هنالك شيء واحد
منفلتًا ولا يمكن القبض عليه!
خلقَ الله الشعراء
لأجل كتابة اللحظة الأخيرة من عطرك!