لا شيء هُنا…
سوى الضياعِ الذي يبتلعُني بصمتٍ داكِن،
ويحفرُ في الذاكرةِ طيفَ العابرين،
حين يغادرونَ بلا صوتٍ… بلا تلويحة!
أخافُ سكونَ الدقائقِ
حين يجثو على صدري،
ويغرِزُ في عنقِ اللحظةِ
نصلًا من شتات!
لا شيءَ بي…
غير سهادٍ مغروسٍ في روحِ السكون،
وحنينٍ آثمٍ
يصرخُ بأشلاءِ الذكرى!
لا شيء…
وهذا الفراغُ يخنقُني بصمت،
ويجزُّ ما تبقّى
من اخضرارِ السنين!
ثمّةَ بكاءٌ طويلٌ
يختبئُ خلفَ أسوارِ الكبرياء،
يخفي أنينهُ بكفٍّ مضرجةٍ بالضياع،
تسيلُ ملوحتُه
على جروحِ الصبابةِ
فيغدو الألمُ محشوًّا بالحنين!
أغرَقُ…
أحدّقُ في هذا اللاشيءِ الذي اغتالَني،
وأتساءلُ:
هل أبقى رهينةَ أجوبةٍ مُعلّقة،
ورسائلَ نسيَ ساعي الأعذارِ
أن يغلّفها بترهاتِ الظروف؟!
لِمَ؟!..
نُنتشِلُ آهاتِ الذكرى من تحتِ الركام،
ونثملُ بأوجاعِنا لياليَ طوال،
في حينِ أننا نستطيعُ
خنقَ جموحِ اللهفة،
وتركَ المشاعرِ أسفلَ اللوحة؟!
لِمَ لا نطفو في فضاءاتِ الضياع،
ونخلقُ من رحمِ الشتاتِ
نَفَسًا يُعيدُ الروحَ للحياة؟!