قبل أن أنام
أدخل قائمة الأصدقاء، أتأمل صورهم، أحذف عشرة أسماء لأنام قرير العين.
ما حاجتي لخمسة آلاف صديق؟
ليس لدي وقت لقراءة خمسة آلاف اسم كل يوم، ولست بحاجة إلى إعجاباتهم على منشوراتي، لأنني لا أكتب لأجل اللايكات، وصفحتي ليست مرتبطة بحساب بنكي.
حذفت ثلاثة أصدقاء عرب، يقال إنهم من كبار الشعراء..
لم تعجبني صورهم التي تبدو مترفعة عن الواقع،
لأنني لست مغرما بالجدية والرزانة.
بإمكاني أن أحذف شاعرا كبيرا
وأضع مكانه بائعا متجولا،
أحب الباعة المتجولين
الذين يلاحقون أرغفة الخبز في متاهة كبيرة من الشوارع والأزقة.
لا أحب الذين يلتقطون الصور بجانب سياراتهم الفخمة
أو بجانب أي منزل أنيق لا يخصهم،
الذين ينشرون صور وجباتهم الثلاث كل يوم،
الذين يضعون صور الرؤساء والحيوانات المفترسة،
الذين يضعون صور الأسلحة والجثث وأخبار المعارك،
لست بحاجة إلى إضافة كل هذا إلى روحي المتعبة.
لم يعد يهمني أن أكون شاعراً
أحتاج أن أعيش كبائع السمك الذي لا يتأمل في عيون الأسماك وهي تتقافز في بركة الزيت،
أن أعيش كعامل نظافة يتعامل مع الأشياء على أنها قمامة..
كنجار لا يتعامل مع الأشجار بذاكرة مليئة بالحطب..