لم يكن رجلاً عادياً
إنه شاعر من لهبٍ وبحر
يشبه أبي
حين يعزف على الأنهار أُغنياته
حين ينادي اسمي
حين يقتل اليراع في سكون الليل
حين يحتضن اللهفة في ثيابي
حين يكتب غزلاً في رثائي..
لم يكن شاعراً عادياً
لكنه قمر
في كل القصائد
في كل الهزائم
يصلبني كالمطر في حيائي
ويأمر كل حواسي
المقيمة في محرابها
للمجيء إليه
نوافذي أن تفتح وأتنفس إليه
ناسية كل التقاليد ورائي
وكل القبيلة ورائي
وخلف المرايا
قبح العالم يتلاشىء ورائي..
لم يكن رجلاً عادياً
جروحه نازفة في يديَّ
تعتري كل نبضةٍ في قلبي
شقية عتية
تعتري خجلي
والمسافات التي تأوي
روحي الأبية..
لم يكن رجلاً عادياً
كان ينسج أوجاعه
من صوت شجوني
من طيف ظلالي
ويفتح أقداره إلى الله
ربما ليتغير كل شيء
ليصبح هو كل شيءٍ
في حياتي.
آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية