مشيتُ نحوكِ على أصابع يدي لئلا يسمع دبيبي أحد،
جئتُ أتوكأ على قلبي مثل عكاز،
كنتُ أبحث عن جدار يدك لقسطٍ خفيفٍ من الراحة…
في كل مرة أعبر خلالها مكانًا قضينا فيه ذكرى،
أتذكر جسرًا من الحنين شيّدناه معًا،
أتذكر يدينا ونحن نتشابك وعودًا كثيرة،
أتذكر طيفكِ الذي يسبق مجيئكِ،
وارتجافة فؤادي إذا جئتِ محتالة بحسنٍ فريد،
أتنكب أميالي مثقلًا بأمنياتِ العُشّاق،
أنفرد بشعوري بعيدًا عن مساوئ الحروب…
يا لعينيكِ تجتاحان صحراء أضلعي،
سحابتان تسقي منابت الحب في صدري…
أتذكرين كل مكانٍ مشيناه؟
وكل لحظةٍ قضيناها؟
وكل شعورٍ مسسناه بوعدٍ قاطع؟
لا زلتُ على عهدي عند رصيفٍ من مواعيد المساء،
لا زالت كل الأماكن بذاكرتي خالدة،
كنتِ مواساةً عادلة في عمق هذه الجروح…
الآن؛
منذ رحلتِ
وكل الأماكن تواسيني.