ملل الاحتجاج/بقلم:عبدالحكيم الفقيه( تعز _ اليمن )

للمدينة صدر بلا قلب

لا تقرأ الشعر او تعزف النغمات

لها ديدن كل يوم تنام وتصحو وتهذي

وكل الفصول تساوت لديها

وروتينها لا يجدد

حتى المناخ يسمره ملل الاحتجاج

كأن على رأسها الطير مصلوبة

ريشها من تراب

ومنقارها من زجاج

لا تفكر في موسم الغيث

سيان ان تحتسي من فرات

وسيان ملح أجاج

لها منذ ان خلق الله اّدم

مشغولة بالطماطم

مسلوقة كالدجاج

ظهرها الاّن محدودب كالعجائز

لم تدر ان السماء لها سقفها

والنجوم بروج مشيدة

فاكتفت بالفجاج

المدينة قاحلة كالحقيقة

تكسر كل مزاج

المدينة ما غيرتها الزلازل

ما علمتها الحروب

وكيف الذي دون عقل يهذبه الارتجاج؟

المدينة اطرافها من غبار

واسواقها من هراء

واحجارها نصف عاج

المدينة ليل يكثفه الجند

قارسة كالعظام

ودامسة كالنظام

وحالكة كالبهيم

فهل يصنع الشعر

ازمنة الانبلاج؟

المدينة سجن كبير كبير كبير

متى تنجلي لحظة الانفراج؟

المدينة مثل الزريبة حقا

فهل نحن صرنا نعاج !!!

 

 

ونرقب مولد فجر جديد
عبدالحكيم الفقيه
نحن قلب الوجود
وطهر السجود
على أرضنا العربية نعطي التواريخ موعدها
ونغني ونرقص كالقمح عند هبوب الرياح
ونكتم أوجاعنا والجراح
ونرقب مولد فجر جديد يكركر في كرنفال الصباح
انتظر أيها المجد
نحن السلالم نحو الصعود لنكتب ضاد الحروف على أوجه النجمات
ونحن الكمنجة والنغمات
وانشودة البحر والنسمات
ووقع القصائد والكلمات
ونحن السنا المتموسق فوق الذرى والمدى والبطاح
صنعنا المآثر ثرنا ودرنا مع كوكب الأرض حيث يدور
زرعنا السنابل في قلبنا والصدور
وقلنا القصائد في عفة كبدور الخدور
ويغرس في قلبنا البين خنجره ألف آح وآح
ومن دمنا تستقي زهرات الأقاح.
نحن روح المدى
وخصوم الردى
السيوف التي عرفتنا قديما تحن الى صولة تحت غيث الرماح
والخيول التي حملتنا الى قلعة النصر خلف البحار مضت بارتياح
والقصائد نكتبها ونقول الكناية في قلق في الزمان المتاح.
وفلسطين في قلب كل فتى عربي تعشعش كي تستعيد الجناح
والشذى والندى
والرؤى والصدى
كل شيء يحن الى دوره حين غابت عيون الخليفة
وانكسرت فوق أعناقنا شفرات المدى
في المجال المباح
نجمنا حين لاح
القنابل تهطل فوق بنايات غزة
تقتل حتى مياه الحجارة
يا ويح هذا الزمان القبيح
لا ضمير هنا لخيام البداوة كلا ولا ناطحات السحاب
هل سيفلح قابيل في كنه درس الغراب؟
البتلات مدهوسة
والفؤاد جريح
والسكوت لوأد الكلام ضريح
نحن ما بين شرق وغرب وريح
سوف نسمو على كل جرح ونطلق اشواقنا في الفضاء الفسيح
أحب الحبيبة في زمن الفقر والحرب
اني ادخن تلك البقايا وابعثها من جديد
وانفخ في الجو دائرتين وارقب هاجس شعري
واسترق السمع مني وادخل يم غموضي
وأصطاد لؤلؤة المستحيل
أنا منهك متعب ونحيل
أحيل الوضوح الى صورة من كلام
وأصنع خيلا على ظهره أتأمل في أفق من سنا
وسيفي النزوع الى بقع في المنى
وحولي رياح وزوبعة واضطرام
انا العربي المبارز كل وغى واحتدام
السنونو على الغصن
والشمس ترقص في صفحة النبع أمواجها الذهبية
والراعيات يزغردن
كان القطيع قطيعا
وكان النسيم مطيعا
ولا ذئب الا التشرذم والانقسام.
وحدها الحرب دائرة
تتلذذ في قضم سور المدارس
والطائرات تصب الردى
وتحيل البروج حطاما
وتسرق قلب الصغار
وتقصف ما دب في الأرض
تنوي البقاء لتطرد ضاد العروبة
حين يحل الكلام الهجين
وتسلخ أحرفنا العربية
غزة آخر ما يسند الحلم
ما يمنح الضوء ألوانه
في المساء المبلل بالغيهب المتكوم في وجع الوطن العربي الحزين
المشافي استحالت قبورا وبورا
وصوت المذيع ينوح على عرب سكتوا
لا حراك لهم او عروق
يبس الجيش
جف بيان التضامن
لا قمة أرجعت جبلا او طريق
الزمان غريق هنا
والمكان ابتسار
ولا صوت الا المدافع والفنقلة.
هل سترجع أرضا حروف التهجد والقلقلة؟
هل ستنصر شعب فلسطين هذي التمائم والحوقلة؟
سنقيس التموضع بالفرسخ العربي وبالظل والمنقلة
الزمان البدائي عاد إلى أول العنف
يا للهراء المفخخ ما اثقله
وجع وحصار
وسطور قصار
ورواغ يقرفص كاليأس في شارة البوصلة.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!