مواعيد ارتكاب الأخطاء/بقلم:المصطفى المحبوب (المغرب )

 

ما أعرفه هو أن كل قصيدة يمكنها ارتكاب الخطأ..

لكن دائما أعرف أن هناك فرصة للذهاب لأقرب سوق لشراء خضروات بإمكانها مساعدتي على إنقاذ حياة هذه القصيدة..

نعم لم أتعمد الإساءة لجرأتها

وترشيح نفسها لمسابقة الجمال ..

أتأسف كثيرا لأني لم أسأل نفسي قبل هذا،

كان غرضي أن أجعلها تستمتع رفقة صديقاتها بعيدا

عن نظرات الإنتهازيين والسماسرة …

كان غرضي مساعدتها على الفوز في مسابقة الحياة ،..

سمحت لنفسي أن أفتش وسط أغراضها لأفهم السبب

الذي دفعها لارتكاب أخطاء بهذا الشكل ،

سمحت لنفسي أن أنزل من سيارتي وألحق بها لمسافات طويلة فقط لتقنعني بدليل بسيط يجعلها تفكر في انتحال

شخصية ثانية تحب التمويه و الخداع ..

راقبت طويلا تحركاتها ليلا ،

كنت أمشي لساعات دون أن تشعر بخطواتي ،

لم أكن أتمنى أن ألعب دور رجل الشرطة ،

لم أكن أفكر يوما ما أن أفاجأها بوجودي ،

لأني قمت بهذا حينما أحببتها ،

حينما كنت أقبلها كلما التقينا في محطة القطار

أو محطة الباص الذي يتجه لحييها الجميل ..

الآن أتحمل تبعات الأخطاء ، أقوم بتصليح ما ساهمت فيه

في الأيام الماضية ، لا أحملها أعطاب دراجتي أو تأخري

عن موعد مرور حافلتي ، أو احتراق وجبة عشاء تلك الليلة

التي دعوتها لتنظيف ملابسي وبيتي ..

ما أعرفه أن كلا منا يمكنه ارتكاب أخطاء أوقات الفرح أو ساعات الحزن ، أوقات الموت أو ساعات الإحتفال ..

سوف أنسى الإساءات ونقاشات مابعد منتصف الليل ،

أنسى أوقات التفكير في شراء بسكويت لتحلية وقت اللقاء أو شراء علكة تطمئن بال امراة امتهنت بيع المتلاشيات ..

أما قصائدي فبمقدورها البحث عن فضاءات أخرى أكثر رحابة وأمان …

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!