هل أدركتِ/ بقلم:محمد الحشيبري

هل أدركتِ الآن
أنّ الحنينَ مُتلِفٌ
يفتّتُ الأضلع
يَنتَبِذ السمع إلى صحراء تمتمات الغائبين
ينفي العقل إلى جزيرة الذكريات،

ذكريات…
ذلكَ الشابُّ الذي في ليلةٍ خافتة،
هاتفتيهِ وقالت شفتاكِ المرتعشتان:
“قلبي وقلبكَ لم يُخلقا إلا ليكونا وطنًا لبعض”
ثمّ ماذا؟!
لن أدوّن صفحات الماضي هنا،
ولكن أخبريني،
هل كانت تلكَ الأغنية عَن حُبٍّ جارفٍ؟
أم كانت مجرّد كيمياءٍ عابرة؟
أم هرموناتٍ تتّقدُ لحظةَ انتشاء، ثم تخبو؟

كنتُ المحبّ الذي رغم المشقّة والتعب
ورغم أنني أكره الحياة ونفسي أحيانا،
عندَ الحديث معكِ أولدُ من جديد وأحب الحياة،
..
..
الذكريات تعاقب؟
أجلْ تعاقب،
هل ذقتَ مرارتها؟
بلى،
وأنتِ؟ أنا!!
ذهبتُ عنكَ آنذاك وكنتُ كالمنتصرة
ولكني الآن قلبٌ مثقلٌ بالحنين والألم،
عينٌ تائهةٌ في فضائكَ،
حسرةٌ متأججة بين أضلعي،
آهٍ لو تعطيني فرصةً أخرى
سأتشبّثُ بكَ بكل ما أوتيت من حُبّ
لن أفلت يدي من يديكَ للبتّة،

ليتكِ حينها فعلتِ
الآن فات الأوان
لم أعد ذلك المحبّ الهشّ
الذي تفيض عيناه بمجرّد سماع حشرجةِ صوتكِ،
ولم أعد ذاك القلب الذي كان يرتجف كعصفورٍ صغيرٍ تحت وطأة اسمكِ،

غادرتُكِ
غادرتُ عالَمَكِ
وبنيتُ عالمي الجديد،

هل تظنين أنكِ بدموعكِ ستهزمينني؟
فلتسلّمي لليأس رايتكِ
واحفظي هذي عنّي و ردّديها
“محبٌّ… لكنّه كالصخرِ عصيٌّ لا ينحني!”

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!