هنا حيث تتكئ الذاكرة على أطراف الاحتراق
وتصمت الحروف كأنها تخاف أن توقظ وجعًا كان نائمًا منذ قرن…
أوراقٌ ذابلةٌ بحبرِ الزمن
أُكلت أطرافها بنارٍ خافتة لا بد أنها اشتعلت من شوقٍ مكتوم
الخطوط المائلة العتيقة
كأنها أنفاس عاشق كتب قبل أن يغيب
وبقيت رسالته تئنُّ تحت رماد الغياب.
إلى جانبها شمعة خضراء ذائبة
تنوح بصمت… وكأنها ذابت حزناً لا نوراً.
كل قطرة شمعٍ ساقطة
هي نبضُ انتظار أو شهقة وداع لم يُكتب له أن يُقال.
واللفافة الملفوفة بخيطٍ خشن
كأنها قلبٌ أوثق نفسه بالرجاء
فلم يُفضَّ بعد
ولم ينسَ بعد
ولا يزال يحمل سِرًّا لا يصلح إلا لقلبٍ واحد.
والخشب المعتّق أسفل المشهد
كأنه تابوت صغير لذاكرة لا تموت
يحضن بين شقوقه أصواتًا خرساء
وأسماءً هُمسَت ذات مساءٍ قديم ثم اختفت …