وشَخصَُ قد تَرَاهُ بنصفِ عَينٍ
وعينُكَ لا تُحَدِقُ في القتامِ .
ومَنْ كان القبيح لهُ قرينًا
فمن يُبدِيْ بِهِ أي اهتمامِ ؟ .
وشَخصَُ لا تراهُ سُوى فَراغٍ
فلا يرقى إلى أسمى مقامِ .
وأهل الشر لا يأتُوا بخَيرٍ
لمن رامُوهُ منهُمْ في الأنَامِ .
وما كانُوا مِنْ أهل الخير يومًا
ولا عُدُوا مِنْ الناسِ الكرامِ .
وكيف لمن تَخَلى عن وفاءٍ
بأنْ يُعزَى إلى أهل الذِمَامِ ؟ .
وقد خَفَرَ الذِمَامَ بلا حياءٍ
ولا يأكلُ إلا مِنْ حَرَامِ .
وذو شرفٍ رفيعٍ لا يُقَارَنْ
بمجهُولٍ يُعَدُ مِنْ الطَغَامِ .
وليس الخير والشرُ سواءَُ
ولا الأشياء تُلقَى في الزحَامِ .
وأوفَى الناس أصدقهُمْ فِعَالاً
ومَنْ سبقُوا إلى فعلِ الكرامِ .
وخَيرُ القوم أنْدَاهُمْ أكُفًا
ومَنْ فَاضُوا بجُودٍ كالغَمَامِ .
وأفضلهُمْ كرامًا مِنْ كرامٍ
وما بذلُوهُ مِنْ بعض إلتِزَامِ .
وما الأعمال مِنْ دون النوايا
سُوى شيء يؤول إلى حُطَامِ .
وراحاتُ الفتى في تَركِ شُغْلٍ
بما فعلوا وقالوا مِنْ كلامِ ! .
ومعنى الشيء لا يَعنِيْ سُوَاهُ
ومَنْ قَعَدُوا يهِمُوا بالقيامِ .
وتلك خُلاصة المعنى يقينًا
عن المضمون في قَصدِ كلامي .
وما أشدُو بِهِ يبقى قليلاً
وأكثرهُ على قدر إحترامي .
ولستُ بالبذيء بأي قولٍ
ولا أخشى بِهِ أي مَلامِ .
وقول الحق ماكُنْتُ أدَعهُ
وأتركهُ على رغم إتهامي .
وكم بالقولِ قد زَلزَلتَ طَاغِيْ
وليس عليهِ في الدنيا سلامي ؟ .