نهرٌ جريحٌ مرّ في بالِ القصيدةِ
نازفٌ وجهَ البلادِ ووجهَ أحلامي
على مُقلِ القوافي المُتعبات من السَّهَرْ..
والفجرُ ما زال احتمالًا نائمًا
في قلبِ أمنيةٍ تلبسَّها السَّرابْ.
والصبرُ زاد المُرهقين من انتظارِ الضوء،
والسَّفرُ الطويلُ إلى الخلاصِ إذا تلفّت للوراءِ
بكا بأجفانِ السّهارى/والحزانى/ والجياعِ
المُثقلين بتوقهم للمُستحيلِ ..
.. بكا وأسرفَ بالبُكاءِ المُـ..ـرِّ
من طولِ الطريقِ .. من السَّفَرْ..
والمُستحيلاتُ : اشتهاءُ الانتماءِ/ الخُبز
لا وطنٌ بديلٌ في القصائدِ
أيها الممسوسُ بالكلماتِ
لا شَبَعًا لجوعكَ أيها المنسيُّ
من دفءِ العشاءِ العائليّ الآن يمنحهُ الكلامْ..
يا أيها السّهران دهرًا
تحرسُ الخيبات.. خيباتُ البلادِ
بكل معنىً في القصائدِ حالمًا بالدفءِ
في عينِ الوصولِ وبالسلامْ..
الآن تغتسلُ القصيدةُ بالأسى
المُمتدُّ من أُولى دُموعِ النهرِ
حتى آخر الحُلم البعيدْ.
فارسم بآخر قطرةٍ في النهرِ في هذا الفراغ
ملامحًا أُخرى لوجه الغائبينَ :
بلادكَ المُرجاة، أحلامُ الليالي، والأملْ..
وَهَب احتمالًا اخرًا للفجرِ
خلف ضلوعكَ المكسورُ أصلبُها
ولا تفشي احتياجكَ للقصائدِ حينَ تعطش
في القريبِ الليلُ يُطوى ،
في القريبِ القلب يُروى ،
والجراحات التي مدّت جُذورًا
في أقاصي القلبِ يا مأوى الجراح ستندمل..
لا تحملَ الأحزانَ..
أحزان البلادِ الآنَ وحدكَ
قسّم الدّمعاتَ، والغصّات، والخيباتَ
بالانصافِ حولكَ يا رفيق الجُرح والليل الطويل :
على الرِّفاقِ
على السَّماءِ
على المنازلِ
والنوافذِ
والطَّريقِ
على الشّجرْ
نهرٌ جريحٌ مرَّ في بالِ القصيدةِ.. وانتحـرْ