واهتز بالحَمَإِ المسنونِ رمانُ
لَمٌَا أمالَت غصونَ البانِ غزلانُ
ورَاوَدَتْ في ربيعِ الوردِ داليةً
وَرقُُ دَعَتها إلى التشبيبِ أفنانُ
لِكلِّ (سَنْيورةٍ) بالغِيدِ مملكةُُ
الحسنُ في دَلِّها الأمَّارُ سلطانُ
عينان في واحةٍ للكَرمِ ساهرةً
سَكْرَىٰ يُرَاودُها بَوحٌ وكِتْمَانُ
تُطارحُ الضَّوءَ كالمِرآةِ من حَدَقٍ
علىِ سَرابٌ من الأمواجِ ظَمآنُ
تلكُ العيونِ شفاءٌ للعليلِ وكمْ
منها تداوىٰ بداءِ الحزنِ ولهانُ
وكالمرافئِ بالإشراقِ ساحرةُُ
فيها من الهَمسِ أوتارُُ وألحانُ
كأنّما الوَهَجُ الناري بحمرته
وَقِيدُ ِمَبخرةٍ والخدُّ ريحانُ
وحبةُ الخالِ فيهِ قَطرُ عَنبَرةٍ
رَمَت أطَائبَها في النارِ كُهٌَانُ
وليس من شَفَقٍ اللغرب داميةً
بالأرجوان ولا للطيف ألوانُ
لكنها من دَمٍ باقي لمن ذُبِحُوا
خلفَ النقابِ لِذَاتَ الدلِّ أخدَانُ
أدري بأنّ العيونَ النُّجْلُ قاتلةً
أين المَفَرُّ إذًا والحسنُ سجانُ؟