إنها المرةُ المليون التي أتمتمُ فيها باسمكِ..
كأنكِ تعويذةٌ لا تنطفئ، أو صلاةٌ تُرتَّلُ في السرِّ عند كل وجع..!
تتساقطينَ من أعالي قلمي كقطرةِ مدادٍ عاشقة!!
وتقطنينَ القلب كأنكِ وطنٌ ضاع ..
فلم يبقَ سوى دفء الحنين إليه.!
أكتبكِ كل مساء!!
أترجمكِ بصمتٍ كأنني أفكُّ شفرة ما..
وأشرحُ معاناة البُعد بدقّةِ نايٍ يبكي في العتمة!
تتزاحمينَ في صدري بعشوائيةٍ تُربكُ نبضي!
في غيابك… كل شيءٍ ساكن
الحياةَ لاقيمة لها ..
الرتابةُ تلبسني..
والأيامُ تمشي على وتيرةٍ واحدةٍ كخطى تعبى لا تعرف أين تنتهي.
أنا غاضبٌ منكِ حدَّ العناق!
بالأمسِ جمعتُ صوركِ الملقاة في ذاكرة هاتفي
أرشفتُ الأحزانَ من عينيكِ..
ونفضتُ عنكِ غبارَ الحنين كمن ينقّي المرايا من إنعكاس خطوات الراحلين..
مسحتُ الوجعَ المختبئ خلف نظرتكِ!
وضممتُ تلك الصورةً إليّ وعانقتها بحزنٍ كثيف!
فشعرتُ بهطولٍ خفيفٍ مستمرٍّ
يُبلل قلبي… ويغسل أحزاننا معًا.
كواليسُ الحياةِ مُرعبةٌ يا صديقتي..
متى تمرّرينَ ضحكتكِ على الوجوه البائسة؟
متى تبزغينَ من جديد؟
فالليلُ ما زالَ معتصمًا في صدري منذ رحيلكِ!
متى تطوينَ السماء المبللة بالدموع
وتمطرينَ فرحًا؟؟!
على ضفّتينا في لحظةِ اشتياقٍ لا تعرف الخجل؟!
أحاديثي طويلة…
وجُعبتُكِ فارغة!
أتمنّى ألّا يسبقني ملكُ الموت..
قبل أن أبوحَ لكِ
بما أخفيتُه نحوكِ من فداحةِ مشاعري…