عَلَى َضَوْءِ الشَّمسِ
تَسْلُخُ بِلادِي جِلْدَهَا
بِلادِي التِي رَبّيْتُ تَفاصِيلَ جِسْمِهَا بَيْنَ ضُلُوعِي
أَخْفَيْتُ هَشَاشَتَهَا عَنْ أَعْيُنِ النَّازِحِينَ
تَضْمُرُ سَماؤُهَا
تَصْغُرُ
تَسْقُطُ رُوَيْدًا
رَغْمَ كُلّ الدَّعواتِ المَحْتُومَةِ بالزّغارِيدِ
يَسْعُلُ الوَقْتُ فِي الأَثْناءِ
سُعالًا خَفِيفًا
رَأْفَةً بِقَلْبِ أُمِّي أَيُّها الوَقْتُ الغَرِيبُ
رَأْفَةً بِيَدٍ يَلْتَهِمُهَا العَراء
صَارَتْ البِلادُ خَفِيفَةً
مُوزّعَةً فِي أَكْيَاسِ مِنْ وَرَق
مَنْ يَشْتَرِي ؟
لَنَا الوَحْلُ نَدْبِغُ بِهِ أَيامَنا البَعِيدَة
وَللقَادِمِين من خَلْفِ البِحارِ
رَشفَاتٌ من صَدْرِها المُتَرَهِّلِ
لَا مَعْنَى لِخَرائِطَ مُجَفَّفَةٍ كَإسْفَنْجَةٍ
مُعَلَّقَةٍ عَلَى سُلَّمِ الآهَاتِ
تَرْقُدُ بَيْنَ ماءٍ ومَاء
نَحْنُ لَعْنَةُ المَاء
يَاماءُ كُنْ حَلِيمًا بِتَائِهَا المَفْجُوعَةِ مِنَ البَتْرِ
والكَسْرِ
كُنْ سَخِيًّا حِينَ يَفْجَأُهَا الحَطّابُونَ
وَتَفْجَاُهَا نِيرانُ التّعَب
تَتَخَفَّفُ بِلَادِي مِنْ وَزْنِهَا الزَّائِدِ
مِنْ سُحُبِهَا وتِلالِهَا وأنْهارِهَا
تَتَخَفَّفُ مِنْ جُرُوحِهَا
تَعَْصِبُ عَيْنَيْهَا
وَتَعُدّ كَطِفْلَةٍ مِنْ واحد لعشرة
كَيْ يَسْهُلَ خَطْفُهَا
وَتَخْتفِي فِي ظِلِّهَا
إِنَّنا مَوْعُودون بشَهْقَةٍ أُحْرَى يَابِلادِي
تُلُعْلِعُ في يَوْمِنا السّاذج
فَوْقَ رُؤوسِنا
حتّى ترُدَّنا إلى بيوتِنا
….إلى رسائلِنا المَطْوِية في جُيُوبِنا
إلى شَمْسِنا الدّافِئَةِ التِي نَكادُ نَسْمعُ ضَجِيجَهَا فِي أحْلامِنَا