قالت المعابدُ الّتي طلّقتُها:
هنيئا لك بالفرارِ من أتون الكفرِ
لا أقوى مثلك على معانقةِ البحر أو مغازلةِ برقٍ يخترقُ شجرةً
لا أقوى على الرّكض فوق السّماءِ
وقال القفصُ الّذي هجرتُهُ:
هنيئا لك بالفرار من أتون الملل
هنيئا لك بالتماعِ السّماءِ على جناحيْك
هنيئا لك بمباركة الشّجرةِ
بالرّقصِ على إيقاع الرّيحِ
لا أقوى مثلك على بناءِ عشٍّ فوق الأسلاكِ
وقال ناسٌ كانوا معي:
لا نقوى على مغازلة سمكةٍ
لا نقوى على مجالسة السّماءِ
كيف نكلّمُ الأشجارَ وكيف نرقصُ مع ورقةٍ؟
أمّا أنا فأقول:
هنيئا لي بهاتين العينينِ
وجدتُهما بعد أربعين سنة من البحثِ