حين أكتب / بقلم : اسماعيل هموني / المغرب

حين أكتب ؛تأخذني يدي إلى مجهول دربته الموهبة ؛ لا أملك سوى أن أتبع

 

اختفاءها في عتمة الكتابة ؛ وأقتفي عطر الكلمات في شقوق اللامرئي . هل الكتابة

 

مصادفة في ليل ملتبس أم هي اجتراح في سترة الإلهام ؟

 

البدء؛ يد تقفو ضوء المغارات ؛حتى إذا أوشكت على الاهتداء إلى بوصلة معلومة ؛

 

سقطت الخرائط ؛و ارتجت الممرات ؛ ووجدت نفسها في غابة مطيرة لا تعرف

 

المخبوء فيها من المفخخ ؛وإن تمرست بتفكيك المصائد ؛ فإن العبور ليس

 

مضمون العواقب .

 

يدي أوسع من بصيرة تعطلت في ماضيها البعيد ؛ وتملصت من زمن توقف عند

 

الممكنات ؛يدي تقودها المتاهة إلى صعود عنــاده التأويل .

 

يدي هناك حيث تفرح الأعالي ؛ وترسل صوتها المضيء في سماء الوجدان ؛كأن

 

الكلمات حبات تتفتت من نجوم صافية لا حجاب بينها وبين النشيد . هناك يكون

 

التشييد صادحا بالدعاء والتخليد للغناء ؛ورقص القداسات في خلدي.

 

لا أعرف كيف تمشي بي يدي خارج داخلي ؛وتصحو بي على مصير لامرئي

 

أجده مصير كل غريب . كأن أعمى بصيرا يخيط الطريق بين الإختفاء والانكفاء ؛

 

أو بصيرة إله مدربة على السير في المواكب هي من تحتفي بأناملي وتجود عليها

 

بالوقوف على ربوة القران العظيم بين الحلم واليقين.

 

هناك ؛

 

تقترن الأرض بزمنها الممتد في الانتظار والخشوع على حد سواء ؛ وأكون

 

الوقت المحين بالتاريخ والمصير الذي يجادل موكب القصيدة . أي أن التوليف بين

 

الرقص المجيد وغصون النشيد صلب الغبطة بين النواة وغنى الرغبات .

 

هناك ؛

 

يكون الإنتماء إلى الموكب ذروة الجاذبية في دائرة الروح . فلا سقوط ؛ولا إدعاء ؛

 

وإنما رغبة القصيدة في التكلم والاستسلام لليد ؛ وإدراك التآلف بينهما . هما

 

وحدهما المنذوران للصحبة ؛أي أنها الاستثناء المعتبر في شراكة دائمة .

 

فاليــد أنفاس السؤال في القصيدة ؛ والقصيدة قدوم لا يتأخر ؛وإن حرن جموحا .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!