إن رمت أن تعيش بسعادة ،فينبغي أن تعيش على مقربة من الله عزوجل ، وأن لا تكون متعصبا لحزب أو لعشيرة أو لجماعة …
اجعل نظرتك وتعاملك مع الناس واحدة ، بل اجعلهم يشعرون أنك واحد منهم ، دون تغيير لمبادئك التي عرفناك بها.
ولتعلمهم، أن نكران الأباء وتغيير الأنساب كفر ، إياك أن تتخلى عن أهلك وعشيرتك ، ولو لاقيت منها ما لاقيت..
لا تسمح لأحد بسب قبيلتك التي ذيل بها اسمك ، مهما كانت المغريات ، كما يحق لك أن تفتخر بمناقب أجدادك الحميدة ، دون أن تشعر بأنك مخلوق مفضل ، وبقية الخلق ما كان ليخلق لولا وجودك ، وما خلقوا إلا ليعبدوك ، ويجلوك من دون الله سبحانه…
إن اقتنعت -مثلا- بفكرة جماعة ،واعتنقتها ، وأردت أن تعيش بها في سعادة ، فحذاري أن ترمي فكرتك تلك، لمجرد خلاف بسيط مع رموز تلك الجماعة ولو كان رئيسها و مُنشئُها ، بل وحتى وإن وصل بك الحال أن تنزع قبعة الجماعة من فوق شعر رأسك ، فلا تنزعها من منابت شعرك ما دمت بها مقتنعا ..
واشعرهم بأن فكرة ومعتقد الجماعة قد اختلطت بمكونات دمك ، وسكنت شغاف قلبك ، ولن يغير تلك المكونات إلا تراب رمسك..
ولتكن مع من كنت ، سواء في حال السلم أوالحرب ، أي كما عهدناك ، لكن ينبغي عليهم أجمعين أن لا يقذفوك بتعدد الشرائح وتبدل الوجوه ، لمجرد طيب علاقتك بالشيخ الفلاني ، والأمير العلاني..
وإن حولت وجهتك لقناعة تامة ، دون مصلحة ، أو تقية ، فذلك لا يمنع أن تعيش بسعادة وراحة ، كأن كنت سنيا ، ثم تشيعت ، فتلك قناعة يجب أن تحترم ..
يجب أن تُحترم ولو تنصرت وتهودت ، ولو قيل بردتك ، وإن قتلوك المسلمون فاصبر ، وإن أدخلت جهنم ، فاصبر ، فلعل الله ، يغفر لك ، وكيف لا يغفر لك الله جل جلاله ، وأنت صبرت على كل بلوى لإعتقادك أنك في طريق الحق..
محبتي للجميع، وعلاقاتي التي أرعاها يوما تلو آخر ، هي سر سعادتي التي اكتسبتها من خلال تجاربي العديدة في خضم معاركي مع الحياة ، كما يشرفني ويسعدني -على الدوام -إقامة أطيب العلاقات مع كل من يطلق عليه إنسان ، ولو كان الملك سلمان…
كما أنني أنتقد بعض أخطاء من أريد ، وفي الوقت الذي أريد ، دون ترغيب أو ترهيب ، بل ومهما كانت قوة وسطوة شخص منتقدي..
أنا في أوج سعادتي أترجّح وأترنح، رضي الراضون ، وغضب المبغضون..
موفق السلمي – اليمن / ريف تعز