بدّدتْ شروخُ الحرب سوانحي
خرّبَ وحوشُ الكبتِ مؤانساتكِ
غريبٌ فيكِ
صورةُ غربتي عن نفسي
أنتِ تضاعيفُ وحدتي في مرآةٍ كبيرة
تتعالينَ فأنكسر
تغربينَ فأكتئب
تشرقينَ فأرتعب
حين تصلينني أكذّبُ نفسي
حين تجافينني
أصالحُ مظلةَ اليأس.
ليسَ بمقدوري معانقةُ ضواحيكِ
كي يشرقَ دمي
ليسَ بمقدوري لملمةُ شتات أطيافكِ
كي تزقزقَ ذراعايَ بأحرف حلمكِ
وتوهجاتِ نسائكِ
الكلماتُ تتجنبُ تأطيرَكِ
أتصفّحُك في ذاكرتي…
خيباتٌ تلد خيباتٍ
تشعُّ في هوامشها مباهجُ صغيرة
تبقيني على قيدكِ
أسعى إلى مرضاتكِ
فلا أصل
كثيراً ما أبكي في أحضانكِ
مستيقظاً من كابوسِ موتكِ
كثيراً ما أطاطىءُ رأسي من هزائمكِ
وحين تقرئينَ كلماتي أنهض
أنتِ ثغورُ الكلمات
ومتونُ الشجن
وأذيالُ الأمل
أمِّي الكبيرة
أردتُ مصالحةَ ظلي في رمضائكِ
فلمْ أفلحْ
أردتُ مقارعةَ كسلي في حنوِّكِ معي
فلمْ أفلحْ
يوسّخونَ نقاءكِ
يا مأوى النهّابين والشحاذين
يلسعونَ أحضانكِ
يا مأوى الصعاليك والمنحرفين
تبجّلينَ حدائقَ كلماتهم
يا مأوى الشعراءِ والمتشاعرين
وتشفقينَ على خربشات الزور
تمهلينَ هادمي نسيجكِ
آكلي تمركِ كثيراً
متى يستيقظُ حنوّكِ من ادِّعائكِ السخريةَ منهم ؟
متى ينام عاشقُكِ قريرَ العين ؟
تهزئينَ من عشقهِ فلا يبالي
تدبرينَ لعشاقكِ الصامتين
وتقبلينَ لراغبيكِ الدِّيكة.