على مقعدٍ صغير تحتَ شجرةٍ لا تحمِلُ ثماراً، جلسا سوياً بعدَ أن اتفقا على هذا اللقاء الذي حدّدتهُ هيَ لتقولَ مالديها بعدَ انفصالهما لسنين، جلسَ يُصغي إليها لتقولَ لهُ بعينينِ دامعتينِ : جئتُكَ مصارِحةً أنّي أحببتكَ أكثر مما أظهرتُ لكَ منَ الحُب و عشِقتكَ حَد السَقَم، لِأُخبركَ بمرارةِ الأيّامِ دونك و أنَّني كنتُ ولازِلتُ أهوى كلُّ شيءٍ معك حتّى المُشاجراتِ و الألم، ربما ذهبتْ لهفةُ الحُبِّ و انطفأت نيرانهُ لكن ليسَ بداخلي، فقد أخبرتُكَ ذاتَ يومٍ أنّكَ جارُ الوريدِ ستبقى مهما ابتعدنا و طالت المسافات و أَنَّ ألمَ غيابكَ كألمِ مُدمنيّ المخدرات وقتَ العلاج و لأنّي أعلمُ كم تكره الجمل و الأحاديثَ الطويلة سأختمُ كلامي بقولي لكَ أنّي قد وفيتُ بوعدي أن أُحبكَ حتّى آخرِ اللحظات.
وقفت و الدموعُ تغمُرُها وزالَت شعرَها المُستعار لتخبِرهُ بانتهاءِ المُدة التي أعطاها إياها الأطباء و قد نهَشَ السرطانُ بها، اغرورقت عيناهُ بالدموع وأخبرها بأنّهُ لازالَ يُحبّها ولكنَّ القطار رحل ولم ينتظر و أخذها معه. 💔