تُعيّرُنَا أنّا قَلِيلٌ عَديدُنَا
فقُلْتُ لها إنّ الكِرَامَ قلِيلُ
( السمؤال)
كثيرأ ما يتعرض الناس لمثل هذه المواقف ، حيث يتهمهم البعض بأنهم قليلو العدد مقارنة بالغالبية العظمى من الآخرين .
آخر موقف تعرضت له بهذا الخصوص كان بالأمس من الدكتور (…) الذي قال لي بأن شعراء قصيدة النثر أقلية مقارنة بالشعراء التقليدين ، الذين يملأون الساحة في هذه الأيام ؛
بينما انزوى معظم شعراء قصيدة النثر في الأركان !
الحقيقة أن هذا الكلام استفزني – كوني شاعراً انتمي لهذه الأقلية – فاجبته بهذا البيت الذي قاله الشاعر العربي القديم ” السمؤال” .
للأسف الشديد أن معظم الناس لا يقدرون الفتح الجديد الذي اضافته قصيدة النثر الى الشعر العربي التقليدي .
أن ترتقي بالنثر إلى درجة الشعر ، فهذا لعمري معجزة من المعجزات الكبرى التي جاء بها الشعر الحديث .
وأن تستغني عن الموسيقا التقليدية بموسيقى حديثة تنبع من أجواء القصيدة ومن ثناياها ، فهذا لعمري فتح آخر يشار إليه بالبنان !
عندما يبدأ شاعر قصيدة النثر بالكتابه لا يضع في اعتباره الأنماط التقليدية للقصيدة من وزن ، ومن قافية ، بل يجلس أمام الورقة البيضاء ليخط عليها مشاعره وافكاره بكل حرية ، وبكل وضوح.
يرسم شاعر قصيدة النثر لوحاته رسماً ، بحيث تأتي عباراته موجزة ومتوهجة ، تضىء الليل وتلون النجوم .
ان تكتب قصيدة نثر ، فهذا لعمري من أصعب أنواع الكتابة ، حيث الكلام الجميل والموسيقا المؤثرة !
في تاريخي الأدبي هناك محطتان مهمتان ، لم يلتفت اليهما أحد ، غيري وبعض الأصدقاء المقربين ؛
الأولى محاضرتي في بيت الشعر عن فن كتابة قصيدة النثر ،
والثانية كتابي الالكتروني الذي صدر عن دائرة الثقافة بالشارقة بعنوان ” أشعار ملونه ” .
والمحطتان تسلطان الضوء على تجربتي في كتابة قصيدة النثر بالتفصيل .
لقد اقمنا مرة في النادي الثقافي العربي مهرجانأ لقصيدة النثر والذي شارك فيه نخبة من الشعراء ، أمثال الشاعرة الإماراتية الهنوف ، والشاعر احمد العسم وأنا ونصر بدوان ، ونخبة من النقاد أمثال الدكتور هيثم الخواجه ، والدكتور احمد عقيلي ، والذي حضره المرحوم حبيب الصايغ انذاك .
لقد اتفقنا في ذلك المهرجان على تكريم قصيدة النثر ، وشعراء قصيدة النثر ، الذين اخلصوا لهذا اللون من الشعر ، وقدموا أجمل القصائد ، وعزفوا أعذب الألحان ،
والذين عملوا بجد على اثراء المشهد الشعري في دولة الإمارات العربية المتحدة ، والعالم أجمع !